مقالات ونصوص متنوعة

لماذا احتالت علينا الحيل؟، بقلم: إسراء سلام”نصوص نثرية”

لماذا احتالت علينا الحيل؟
لماذا احتالت علينا الحيل، فأصبحنا نحتال على بعضنا دون داع؟
لقد تخاذلنا أمام مشاعرنا النبيلة، لنقف عاجزين عن الوفاء لها، أو تقديرها على أقل تقدير، فصارت الأقدام تعلو القلوب، وتمضي دون عناء.

أصبح لا يعنيها أي جرم قد اقترفته، وأي ضحية راحت أمامه، تكبلت فينا البراءة، وأتت الذئاب بأنيابها، تجتث ما تبقى من النبل، لتروي الخضرة بالدماء، فيحمل كل من يأكل منها في طياته جينات ذيبية مستوحشة تظهر مهما طال عليها الزمن.

الزمن الذي لا أدري إن كان محتالاً هو الآخر أم منصفا، إذا رأف ببعضهم فلم يٌطعموا من الخضار المخضب بالدماء، فنبتوا على سجيتهم النقية الطاهرة، أقبلت عليهم المفترسات، فوقعوا صرعى، ترى هي جناية أحدهم أنه شب على الفضيلة فى زمن العهر؟

لست بحاجة إلى أن تنتقم، صدقني القدر سينتقم لك، فإن كان الزمان غير منصف واحتال عليك كما تحتال الأفعى على ملدوغها، فإن القدر يأبى أن يتحالف معه ضدك خاصة وإن كنت من هؤلاء الذين استضعفوا ولم ينتصروا، ستبدأ الحرب ويستعرض الجميع قواه، والجولات عديدة.

ستضع الحرب أوزارها ذات يوم ويهزم هؤلاء الذين فسقوا فيها، لا تحزن إن كنت قد تجرعت مرارة الغدر مرة والحقد مرات، فلا طعم للخير دون أن تسبق شروره الأبدان، وهذا القدر عادل في حكمه، منصف في مبارازاته، لا يطغى ولا يجور كما الدنيا لاتدم على واحدة.

إقرأ أيضا:نصف الم،بقلم:سارة طوباسي.

القدر والزمان لا يتجاورا ولا يتقاطعا، يتبارزا في جولات عدة، وفي النهاية ترى الأقدار بهالات النصر قد جاءت، تزاحم إلى قلوب الذين صمدوا ولم تشوبهم رائحة الذئاب، لقد كانت الأقدار قادرة على النصر منذ البداية إلا أنها أرادت أن تختبر عزائم الأقوياء في مبتلاياتهم.

درس أخر اسمه الصبر، نتعلمه كي لا نجزع إن توافدت إلينا النكبات، فالذي يكتب على رمال البحر، تأتي الأمواج تمحوه، كتب سهلا وراح هباءا، أما منحوتات الصخر التى تورمت فيها الأيدي، يأتي عليها الموج فيضفي عليها لمعانا يشهد به كل من مر عليه ورآه يزهو في خيلاء غير معهودة، إنها حلاوة الصبر، فاثبت.

الوهن الذي أصاب جنبات نفسك، وسبر أغوار روحك من فعلات أحدهم، لايمكن أن يدم طويلا، فقد ظنوا أنهم قد انتصروا عليك وعسعس عليهم الليل، وخالوا الأمن في سربهم، وأنت تعاني القهر من الويلات، إنما كل الذي مضى كان امتحانا، فالذي يجيء عزيزا لا يرحل، فالغث للغث.

مرة أخرى، لست بحاجة إلى أن تنتقم، صدقني سينتقم القدر لك، فالزمن والقدر، ضاريان يتصارعان في جوفك حيث لا تدري، أطعم القدر وينتصر لك، مهما أطعمت الزمان وقوى سيتقهقر أمام قدر جاء بالنصاب الواجب وجوده.
إسراء سلام

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
“امرأة مليئة بالمأساة” بقلم : دانيه محمد أبوسعدة/ الاردن “نصوص نثرية”
التالي
عَقِيدَتي بِكَّ/بقلم: آية نضال النمر…نصوص نثرية

اترك تعليقاً