مقالات ونصوص متنوعة

“امرأة مليئة بالمأساة” بقلم : دانيه محمد أبوسعدة/ الاردن “نصوص نثرية”

“امرأة مليئة بالمأساة”

من أنا؟
أنا طفلة سُرقت طفولتي من بين يدي، أنا امرأة قد عبرتُ الطريق وحدي رغم من حولي ، ولكن لا أحد كان يحتويني، أنا الطرف المضحّي دائماً، والذي يخسر كذلك، أنا التي خارج قوانين السعادة، امرأة سُجنت في زنزانة وحُكم عليها بالشقاء والتعب طوال عُمرها، ذاك السجن الذي جُبرت عليه يسمى بالزواج، كان ذلك بسبب قراراتي المُستعجلة دون تفكير حتى، لم يكن من يُوعيني بالصواب والخطأ، دائماً كنتُ ولا زلت أصلح أخطائي بمفردي لأنني اعتدت على ذلك طوال حياتي، ولكن كان الخطأ الوحيد الذي بقي على حاله وهو الزواج، لم أستطع إصلاحه فبقيتُ بهذا الخراب طوال عُمري، لا زلت أدفع ثمن أغلاطي التي ارتكبتها بحق نفسي دون قصد .
أنا فتاة حلمتُ أن أعيش حياة سعيدة مثل أحلام البعض
أحلمُ أن أُحَبُّ وأُحِبُّ كأبسط حقوقي، يبدو أني حلمتُ گثيراً وحلمتْ وحلمتْ ولكن الاحلام بقيت كما هي ولم تتحقق ولم أتذوق حلاوة تحقيق أحلامي المتواضعة ، لم أتذوق سوى مرارة إضاعة أحلامي، والذي تحقق عكس ذلك تماماً، لا أظن أن بعض السطور ستكفي لاحتواء قصتي كما هي ولكن سأحاول بعدْ..
أنا فتاة جميلة قد تزوجتُ من شخص لا أحبه (زواج تقليدي)
لربما حاولتُ جاهدة أن أفعل ذلك ولكن حتماً ليس بيدي تغيير الامر، ألوم نفسي دائما لأني تسرعتُ بقراري خوفاً من كلام الناس وحتى كلامُ أقرب الناس لي هم عائلتي ، العنوسة هي أول أسبابي، مع أنني كنتُ جميلة المظهر حسناء ، أعتني بنفسي لأظهر في أجمل صورة دائماً، كُنت أحب أن أعيش ولكن مجتمعنا الظالم يرفض ذلك للبنت الغير متزوجة وينعتها بالعانسة، التي لم تستطيع سرقة قلب رجل وكانه محور الكون وبعدها يسرقها إلى قفصهِ إما أن يسعدها وإما أن تكون تعيسة مدى الحياة ، وذلك عندما يتحقق شرط أن يكون لديها أولاد فسوف تُجبَر على تحملِ كل ذلك الشقاء لأجلهم ،ولأنه لم يبقى من يسندها من عائلتها ، فزوجها قد ضمِنَ وجودها واعتقد أنه امتلكها وكَسِبَ المعركة .

إقرأ أيضا:الوقاية من تكسر الدم

أنا التي أُهينت، واستُهين بي، أنا بلا حرية، أنا الاحلام البعيدة ، حياتي كالكابوس، أنا معركة خاسرة، أنا قوية رغم الضعف بداخلي، ثابتة المظهر وبداخلي حربٌ مستيقظة، أنا التي يسكنني الصبر، أعصابي باردة كالثلج ، وقلبي تخشّب من قسوة الايام، إنسانة حساسة ذات قلب ليّن ، لا أعرف الخبثَ يوماً، أسامح كثيراً، لا أنتقم… ولكن ذاكرتي قوية لا أنسى من ظلمني ومن مسّ كرامتي، كل المواقف محفوظة بذاكرتي ، لا تقلقوا فقد حدّثتُ الله بذلك وسيتكفل بأمري .
أنا ضحّيت بحياتي ونفسي وكل ما أملك من أجل أولادي ،
عشتُ أصعب أيام حياتي التي ربما كان من المفترض أن تكون الاجمل ولكن لا عليكم فكان صديقي الصبر .. يرافقني حيثُ أذهب. بالرغم من مأساتي جميعها، ولكن الشيء الوحيد الذي يُعطيني الصبر هم أولادي الذين أحبهم وأحارب لأجلهم،
أنعتُ نفسي دائماً بالمرأة المجاهدة، والمحاربة، المضحّية، القوية، الناضجة ، والمؤمنة بحكمة الله وراء كل ذلك الشقاء من عمري لربما يكون ابتلاء يُدخلني الجنة فعوض الله كبير جداً ، بعد كل ذلك لا أظن أنني بحاجة لحائط يسندني أو حتى انسان، أنا قادرة على أن أسند نفسي بنفسي دون أحد .
سعيدة لأن الله معي ويعرف كل ما هو باطن، وأثقُ أني سأنتصر على مأساتي بالمحاولة وعدم الاستسلام للفشل، رغم سوء حظّي بالكثير من الأمنيات ولكني سأحافظ على مدى يقيني بخالقي أن لا شيء مستحيل ، فالله يقول كن فيكون .

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
احلام و أمنيات في بالونات، بقلم : فهمية محمد مرعي الاردن، “نصوص نثرية”
التالي
لماذا احتالت علينا الحيل؟، بقلم: إسراء سلام”نصوص نثرية”

اترك تعليقاً