مقالات ونصوص متنوعة

قُل لي، بقلم آلاء قشاش

قُل لي كيف أبثُ لكَ شوقي؟ كيف أحدِثُكَ عن شُعلةَ مُهجتي؟
أتُراكَ تأتي إنْ أخبرتُكَ عن زلازِلَ لوعِ المُتهيِّج؟ ستنصَت لإضطراب فؤادي المُهيمن على إتزاني، ألا باللهِ عليكَ عدّ وأرح قلبي بين ذراعيكَ، أُمليّ عينيّ بكَ، إني أرجوكَ كعقيمٍ يرجوَ طفلِهِ منذُ دهورٍ يحصي الزمن بالثوانيَ، بتلهفِ طفلٍ لحضنِ أمهِ وإطفاءِ حَرّ جوعهِ،كمتعطشٍ يرجو رويهِ بعد صيمِه لأيامٍ مُتصِلة، بتشغفِ مسافرٍ لإحتضان موطنه، فإني أراك في سهوَتي، وصحوتي، وكٍربتي، وسكرَتي، وملاذي، واستكانتي، وسكوتي، وسذاجتي، كما أراك في عذُوبتي وغباوتي، إدراكِ وإستنكاري، في يقظتي، وخيالاتي، إنك هكذا بين الخيالِ واللاواقع، كمن يُتابع بقايا ذكرياتٍ قد فُنِيَت..
 أعيدُ رسمكَ في مخيلتي لعلّ الحلم يشبِعَ تَوقي، مع ذلك لا أكتفي! فأنا أراكَ حتى في خطوطِ يدي، وعروقي أيضًا، تُرى ألا تصِلُك مُحاولاتي بإقتلاعِ جذوركَ من فؤادي، ألا تشعر بطنينِ أُذُنيك لٍكثرة ذكري لكَ، ألا ينتابُكَ الحنين ليلاً، لأحاديثُنا، لضحكاتِنا معًا، لعل البعدَّ أضناكَ لِمُقلتايّ فإستوطنتهم؛ لذا اقتضيكَ بأن تعد لي عينايّ، إني اؤمرك بأن تعدّ لي عينايّ!
أتسمعُني؟ مُلهتفةٌ روحي أكثرَ لِمُشاهدة إنعكاسي في المِرآة ومحادثةُ نفسي كما زمان، فماعدتُ أُميزُ أحداً إلاك وكأن شبحٌ لِمحياك، ولا ترى عيناي سِواك، أعِيدَنيّ ولا يَعِدُني إِياك..

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
أيطفأ قنديلي ، بقلم: صفا الجمال
التالي
حزني مختلف اليوم، بقلم : حلا إسليم “نصوص نثرية”

اترك تعليقاً