مقالات ونصوص متنوعة

طلاء أظافر وتجاعيد، بقلم : ريما عبد المنعم قرواني ” نصوص نثرية”

عندما انتهيتٌ من طلاء أظافر أمّي بذات اللون الذي اخترته لنفسي أبَت أن ألتقط صورة تجمع يدينا معاً قائلة : يداي بشعتان تغزوهما التجاعيد ..
عجباً لكِ يا حبيبةَ الفؤاد !
لا ألومها ،
هي لا تعلم أنني أقيس عمري بعدد تلك التجاعيد ..
هي لا تعلم بأنّ كل خَطٍّ خُطَّ على أيديها هو توثيق نجاح من نجاحاتي ..
هي لا تعلم أنني ألجأ للمناطق الغائرة في راحتيها إن غارت عليّ أيامي ..
لا ألومك يا أمي ، ليتكِ ترين نفسكِ بعيوني ..

كفّاكِ دليل وجودي ، تمسحين بهم على رأسي قبل نومي ململمةً معكِ كلَّ ما أصابني خلال الأربعة والعشرين ساعة الفائتة ..
تكفكفينني بالغطاء ليلاً طاردةً البرد عني رغم معرفتكِ بأنكِ أنتِ مصدر دفئي ..
لا تقدمي لي الطعام ، لم يسدّ جوعي سوى حنانك ..
لا تعطيني المياه ، وجهكِ يرويني ..

أعلم أنني أُعَدُّ الآن من الفتيات الكبيرات اللاتي عليهن تحمل مسؤولياتهن لوحدهن ، لكنكِ طالما عودتني أن تنظري إلى قلبي لا لمقياس أيامي ..
تنظري لقلبي و تعلمي كم أنا تائهةٌ بلا إرشاداتك ،
متعثرةٌ بلا استنادي عليكِ ،
حزينةٌ و بائسة للغاية بلا كتفكِ الذي اعتدتُ أن أسند رأسي عليه وأهمس في أذنك: إلهي كم أرتاح هُنا !
حاجتي إليكِ هي عشرون سنة زائدة عن حاجتي إليكِ في صغري ..
أدامكِ الله بقعة النور في عمري .. وأدام كفيكِ احتوائي ..

إقرأ أيضا:كيف أخفي حب الشباب

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
من تكونين، بقلم: هند تمرحولت
التالي
لحظة سهو، بقلم : فاطمة عبدالله بلوي ” نصوص نثرية”

اترك تعليقاً