مقالات ونصوص متنوعة

بعدَ احتساءِ الكأسِ، بقلم رغد جهاد الزعبي

بعدَ إحتساءِ الكأسِ الثلاثُ مئة وثلاثة وثلاثون من اصلِ ثلاث وثلاثون زُجاجة من الجِعة في الساعة الثالثة وثلاث وثلاثون دقيقة بعد منتصف الليل، استحضرت أرواحي الثلاثون التي تحيى في ثلاثة وثلاثين إنفصام يوميًا كُل أنفصام يُعبر عن ثلاث الاف عُقدة وثلاث الام وثلاثين رجفة بعد كُل ثلاث رشفات.
روحُ تتأرجح بين الوعي واللاوعي وأُخرى تصرخ بأشدِ ما عندها من تعب ونصفها تتماسك بالجبروت الحارق حتى أنفصم الأنفصام من شدة أنفصام الشخصيات.
بعد كُل ثلاث رشفات تتبعها بعض الرُشوفات الخارج من ثلاث طبقات من الأصوات المُتفاوتة، بعد كُل ثلاثين دقيقة تحضر ثلاث شخصيات سويًا تتفوات ما بين الصمود والأنهيار والدمار.
صمدتُ على هذا الحال حتى دقت الساعة الثلاثة وثلاثين دقيقة مساءً حيث اختلت خلوتي الخامدة، والخاوية بأصوات السيارات، والخلائق والمخلوقات ورنين الهاتف المُستمر.
بدأ اليوم بعيدًا عن ذاك الرقم المشئوم الذي يحرق الروح في ثلاث مراحل كُل مرحلة أشدُ من التي سبقتها.
ساعاتٌ ودقائق وثواني تُلاحق بعضها حتى تُعانق ذاك الرقم الذي يقتلني، وكأني مرفوضةٌ بين الخلائق، والدقائق تتسارع الأوقات، وتدق ثلاث دقات بعد كُل ثلاث دقائق حتى تُذكرني بموعد مُر علقم ثواني الرقم ثلاث.
دقت الكنائس المريمية ثلاث دقات بعد كُل ثلاث طُرق، داخل الكنيسة قُمت بأشعال ثلاث شمعات يجب بعد كُل شمعة أن أُحرك مفصلي ثلاث حركات. أقرأ ثلاث كلمات، وأُحرك مفصلي مرة أخرى ثلاث حركات حتى تنطبق يداي وشفتاي المُزينات بأحمر الشفاه مكون من ثلاث طبقات وأطلب من الرب النجاة من الرقم ثلاث عقيم الرحمة رغم أنني شخصُ بار.
وقعت بلعنة الرقم ثلاث بعد أن أحببتك بثلاث قلوب وثلاثة وثلاثين رحمة وثلاث مئة عاطفة وثلاث آلاف رجفة حُب وأنت أحببت الرقم ثلاث ولعنتني ثلاثة وثلاثين مليار مرة بعد كُل ثلاثة وثلاثين دقيقة في اليوم إي ما يُقارب الثلاث آلاف مرة.
أرى الخلائق تسير سويًا ثلاث أفراد وثلاث حيوانات وثلاث أصناف طعام وثلاث آلاف كلمة وتسعين حرف إي يعني بعد إنفصام التسعين يصبح ثلاثين مضروبة بثلاث.
قبل حلول الساعة الثالثة بعد مُنتصف الليل قُمت بحرق معصمي لإتلاف شرايني ثلاث مرات تبعتها ثلاث كدمات كبيرة دون الموت وآخرى بطعن روحي ثلاث وثلاثين مرة تبعتها ثلاث بحور من الدماء وفي نهاية المطاف أوقعت نفسي من الطابق الثالث حتى أنتهى أجلي، لكن لعنت الرقم الذي تُحبه لم تنتهي، فبعد موتي سُجلت حالتي الجُثة رقم ثلاثة وثلاثون في سن الثلاثين توفيت في الساعة الثالثة وثلاثة وثلاثين دقيقة.

إقرأ أيضا:لا تقلق لن أخذلك، بقلم : رها ناصر الراعي “نصوص نثرية”

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
أحبك و حدك، بقلم رعه رأفت سبيتان
التالي
يأخذون أرواحنا، بقلم لينا عبدالله زايد

اترك تعليقاً