مقالات ونصوص متنوعة

باحثة في الفراغ،بقلم: ريم علاء محمد’نصوص نثرية

* بَحثًا عَن ليلةٍ تَجمعني بكَ أمضيتُ عُمرًا كاملاً أبدأهُ مُنذ ساعات الغُروب حيثُ الشَمس تُلملم أطراف أشعتها تَسحب مَعها آخر لمسات للدفء تُدير وجهها وتُغادر لتَبدأ بُرودة الجدران بالتَحرر يَبدأ الليل بأسدالِ عباءته ليَتركز جُزءه الأكبر داخلي يَتغلغل بعمقٍ داخل سُحب الفَرح التي أنسجها بروحي طول النَهار مُكونًا دُموعا تَكفي لإرواء كل الزُهور التي تُحيطني إلا تلكَ الزهرة التي ذَبلت بين صَفحات كِتاب ( ماء الخُلود) الخُلودُ لا يعني البَقاء فقط الموت خلود ايضا القبر ليس حفرة عميقة فَغرفتي قَبر كبير في طابقِ بَيتنا الثاني كقُبورِ الفَراعنة مَدفونة معي كل الأشياء التي أحبها إلا أنتَ تأتيني طيف مثل شَخص عابر يقرأ الفاتحة على القُبور ويُغادر مرآتي تًعكس شَيخوخة روحي تَحفظ كل تَجاعيد وجهي التي أخفيها كل يوم بِمستحضرات التَجميل وأنا أحدق بها بنظراتٍ غاضبة حَقيبةُ ملابسي سأمت مِن عدد المَرات التي شُقت بها بَطنها لإستخراج رداء قلبي واستنشاق عطركَ المُتمركز فيهِ مُنذ آخر عِناق جَمعتنا بهِ أوهامي وأنا أتذكر نَداوة شِفاهك أتسللُ لقَطفِ وردة مِن حَديقتنا وأعود مُسرعة كي اجري اختبار الحُب المَعهود. الذي قَتلتُ لاجلهِ كُل ورود الطرقات أبدأ ؛ بيحبني ؛ لا يحبني حتى أصل لآخر بتلةٍ و لأني لا أود نسيانكَ أقسمها لنصفين كي أنتهي بكلمةِ يُحبني فأظل شاردة بكَ ؛ حتى أسمع صوت أذان الفَجر فأصحو ؛ لإدرك أن كل شيء كان وهمًا لا أكثر وأنكَ مُجرد ذَرة تُراب جاءت مَع الريح وغادرت مَعه أنا كخط الإستواء الذي يَتوسط مُحيط الكرة الأرضية أقف في المُنتصفِ عالقة . 4:00 Am 14/4/2020

إقرأ أيضا:يصعب نسيانه بقلم غيداء القرالة

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
لحظة سكون/بقلم:فوزي رسمي محمد(مصر)”نصوص نثرية”
التالي
أشعة الشمس وفوائدها للبشرة

اترك تعليقاً