مقالات ونصوص متنوعة

يكفي يا أبريل، بقلم: جودي عبدالقادر أبي ياسين/ سوريا، “نصوص نثرية”

( يكفي يا أبريل)
صباحُ الخير
صباحُ يومِ الرابعِ مِن أبريل
صباحٌ جديدٌ بائسٌ مِن أبريل
ألا يُفتَرَض أن يكونَ هذا الشهر شهرَ ربيعٍ وبهجة!
فعلى الرُغمِ مِن أنّ الطبيعة توحي إلى ذلك لكنها كاذبة
فقلوبُ الناسِ لم تزهر بعد..على العكسِ تماماً
فإنّ آمالهم قد خَمُدَت
والخيبة أصبحت عنوان أيّامهم
اليأس سيطرَ على حياتهم
فالأيّامُ تَمضي ليست على حَسَبِ تَوقُعاتِهِم
خانتهُمُ الظروفُ مرةً آخرى
لم تسمح لهمُ بالخروجِ مِن مُستنقَع يأسِهِم وكآبتهم
الطبيعةُ مليئةٌ بِكُلِّ شيء سوى بهجةَ الناس
وفارغةٌ مِن دونها
الجو على مايبدو اليوم جميل يحثّ على رحلةٍ عائليةٍ بأمتياز…تستقرُ بينَ الحقول
ولكنّ الناس جالسينَ في حدادِ حِزنهم الذي فرضهُ عليهمُ الواقع
الشوارع فارغة…و الطرقات يسيطرُ عليها الهدوء
والشّابُ في غربته تأكُلُهُ وحدته وبعده عَن وطنه
فلم يعُد هُناك اليومَ مايُشغِلُهُ عن ذلك وينسيه
العائلة بعدَ زمنٍ طويل مجتمعة في المنزل ، دون مايليههم عن بعضِهم
ولكن روحَ منازلهم خامدة
العلاقة بينَهُمُ باردة كالثلج
فلا يوجد منزل خالٍ من الآلام
فتجد منزلاً قد فقدَ عزيزٍ في الحرب
وتجدُ منزلاً أخر أنّ عزيزٍ عليهم قد سُرِقَ منهم كذلك في الحرب
ومنزلاً بلا ربّ
نعم…الحربُ أنتهت
لكن اليأسَ مازال هناك والبلاءُ يزداد وكأنّ الدنيا تؤكد أنّها ستهلك صدور العالمين آلما
ألا يكفي يا أبريل..؟!
أعطِنا قليلاً مِن سعادتك فقط يا أبريل
ضَع تِلك النقطة في نهاية هذه الآلام
لتنتهي.

إقرأ أيضا:سمك السلمون مع صلصلة الطماطم

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
حبٌ على قيد الموت , بقلم : مروة محمد عيد الصاج “نص”
التالي
أبيض زفافك , بقلم : عبدالله نضال الجراد “نص”

اترك تعليقاً