مقالات ونصوص متنوعة

وإن أعادوا المقاهي فمن يعيد لكَ الرّفاق , بقلم : سجا أبازيد ” نص “

وإن أعادوا المقاهي فمن يعيد لكَ الرّفاق” عبارة وجدتها في إحدى الروايات، أصبحَت كلماتها ملجأ لمنطقي، رغم المعنى العميق والحزن اللذين ترتديهما هذهِ العبارة، إلّا أنّ ذاكرتي لا زالت تُعيد شريط ذكرياتنا عند قراءة هذه الكلمات التي تلاشت من ذاكرتي عند لحظة تعارفنا، باتت ذاكرتي كمحرك الكهرباء، تتوقف قليلاً لتأتيَ بكمٍّ هائل محمل بالأيام والدقائق والساعات التي عشناها سوياً، وكأنها رحلةٌ جميلة باتت متعلقة بذاكرتي المدفونة تحت التراب، المغمورة برعشةِ أيامنا، حينها انتفضَ جسدي المجرود والهزيل من المشاعر و الأحاسيس، عادت لمعة عينيَّ، أشرقت ابتسامتي المحملة بنكهة الجذل، وكأني إنسانة خُلقت من جديد عندما تذكرت العديد من الأشياء منها: أيامنا التي قضيناها تحت ضوء القمر، نظراتك المشعّة بوميض العشق، كلماتك التي تُثمل قلبي حباً، لمسة يدَيكَ الناعمتين على شعري الأسود الذي يميس على كتفك الرقيق، وجهك الذي ينهمر منه الودق بقطرات من الحبّ والهيام، وجودك وقربك المحمل بنوافح الأريج العذب المنعش، أكلمت العبارة “فمن يعيد لك الرفاق” وفي هذه اللحظة: عانقت ذاكرتي وأصبحت أقول: أنت لقد نسيت شيئاً، لم تذكريني بذلك الشيء الذي عطشى بدونه، توقفَت للحظة ذاكرتي، حينها خفت أن يكون قد أصابها ضمور بسبب إصراري عليها أن تتذكر، أصبحت تخاطبني عندما هدأ قلبي، قائلةً: أذكرك بذلك المشهد عندما رأيتِ حبيبك وهو ميتٌ أمام عينك يلتحفُ الكفن الأبيض..؟ أم أذكرك بالمكان الذي بمنزلك عندما قررت أن تتصوري بجانبه ولم تجدي زوجك..؟ أستحلفك بالله لا تذكريني بشيء يبتر قلبي، حينها أجابتني: التزمي الصمت فأنا أقوم بواجبي تجاه الشخص الحزين، أن لا أذكره بذلك المشهد عندما خاطبني وهو يجهش بالبكاء، حينها أغلقت الرواية ودموعي على عينيَّ وذهبت إلى النوم لأتذكره ..


إقرأ أيضا:طريقة سهلة لعمل كحك العيد


Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
استشهادك نور السماء، بقلم : الهام سليمان محمد ” نصوص نثرية ”
التالي
أوركيسترا القدر، بقلم : محمد عبد القادر هولا ” نصوص نثرية ”

اترك تعليقاً