نص نثري بقلم دعاء باسم فاخوري

سلمتَ يا وطني
مرت الحياةُ مرورَ الكرامِ الأخيار، أم بجهدِ الجبارين الأبرار، ومضتْ من أعمارنا تاركةً ما حملتهُ لنا وما أعددناهُ خلال السنون الطوال.
رحلةٌ طويلةٌ قد أوشكت على النهاية في مكتملِ العمرِ، فلكلٍ منّا انتمائه، وجنسيته، وهويته، حيثُ يكونُ وما يفكر به، وما إستطاع أن يغرسها في قلوب الآخرين عبر الزمن.
كلنا على الأرضِ سواء، وكلنا في قلبِ الوطنِ بأمان ذلك الوطنِ الذي أنتمي إليه، والذي نحن جزءًا منه، ومن هويته، وحريته، كرّس فينا الأمل نحو الحاضر، والمستقبل كان، وما يزال ملجأ لكل عابر، وأمنا لكل تائه فكلنا تحت ظله في كل وقت.
ورغم ما مر بنا الحال فأنت يا وطني شامخًا، صامدًا أمام المصاعب، والآلآم وما شاهدناهُ، وعشناهُ فكنت لنا بالوباء مصدرًا للإستقرار، والسندِ الذي لا نميل بعده.
بين جناحيك، وفوق أرضك، وتحت سمائك نعتز، ونفتخر بأردنيتنا وبعزيمتنا كما علمتنا، وتربينا، وشددنا أضلعنا وقويت أصلابنا بك، وستجد ما أقوله في عيون كل مغترب يغادر أرضك وفي ملامح كل جندي يدافع عن ثغرك .
ستعود الشمس مشرقة، وتعلوا أسراب الطيور في الكون معلنة السلام وستزول الهموم، ويذهب الكدر عنك، وتغدو نسائم الأمل وكأنما لم ترى الحزن يا وطني قط.

Comments

0 comments