مقالات ونصوص متنوعة

طفلة ، بقلم : فردوس محمد غراغير

طفلةٌ في حنايا صَدرِه ثابِتةٍ باقية لا مخرَج لي حتّى إذ أردتُ الخُروج، أظنُ أني قد كُبِّلت بِسلاسلَ من الحُب مُثبتةً بإحكام بوتين قلبهِ، لا بُدَّ مِن أنهُ أحدَثَ تغيُرََ كبيرََ في عالمي، فأنا أصبحتُ لا أشعُر بذاك الألم الذي يختَلطُ بِدمائي، ولا أرى سَوادُ الإنكثامِ الذي كان يسكُن مقلتاي، حتى معزوفاتِ شَجَن الحُب التي كُنتُ عاشقةً لها لمّ أعد اسمعُها.

في ذاتِ ليلةٍ قال لي :”روحُ طفلةٍ وإتزان العاقلين أنتِ” طفلةٌ عاقلةٌ؟ ، أي عاقلةٍ يَقصدُ؟ لا اذكرُ إلا تمرُدي وجنوني، لا أذكُر ذاك الإتزانُ والعقلانيةِ الذي يتكلم عنها، أظنُ أنني كنتُ هادئةً داخلَ قلبِه فقط، لذلك قالَ عاقلةِ وأشبعها بِكُلِ حُب.

 يا سيدي يا عاشِقي هل هذا صحيح؟ هل أنا كذلكَ؟ أقُسِم بِمن خَلقكَ وسواكَ إني أُحبُكَ كذاكَ الحُب الذي اهديتَني إياهُ في الخمسِ كلِماتِ تلك، الكلماتُ التي سرقتَني بِها وأنا غارِقةً بِعتمَت الليلُ لا أفكرُ إلا بِعينيك.

أيعلمُ أنني إستبدلتُ وتيني بروحِه؟ أرتَوي بِكلِماتِه وحروفِه، أنامُ على ترانيم صوتِه الهادئة. أيعلمُ أنه إن أبتعَدَ ولو لِقليلُ كأنهُ نَزعَ مِن جَسدي روحي التي تُبقيني على قيد الحياة؟

لا أظنُ أنني اهديتَهُ كُل الحُب الذي في قلبي له، أو أنني لا أعلم كيفَ أُجازيهِ على ما وهبَني مِن عشقٍ مؤبدً لِفؤادِه، أو على سجني في قلبِه الذي أصبحَ عالميَ الجديد.

إقرأ أيضا:الليلةُ الأخيرة، بقلم: ميس أحمد حمودة

أخبروهُ أني ولدتُ مرةً أُخرى طفلةً صغيرةً تحتاجهُ دوماً، تُريدُ أن تتغذى فقط مِن حبلِ الحُب الذي أمدَها بِه في عالمهِ المُخصصِ لها فلا مخرَج مِنْهُ ولن تعيشُ في غيرهِ لدقيقة.

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
نفسٌ متعبة ، بقلم : هبة محمد غريز
التالي
شعورٌ باهت ، بقلم : أنوار بني عامر

اترك تعليقاً