بنا ما لا يدركه آنامٌ ولا بشر، فوضى عارِمة تُخابط بين السخاء والخراب ضياع بِلا وجود، تائِهون عن أنفسنا كيف لنا أنّ نرى، وقد أصبحَ القلبُ كفيفًا من مرٍّ لاذع ذاقه.. وسَلَبَ منا ذكريات وأحلام وإيجابية وذروات نهوضنا، كلها ذهبت إدراج الرياح … لمّ نجد شيءٍ يقدر على إعادتنا فما تصبح الرّمم بداخلِنا حضارة ولا يصبح الخراب عِمار، فـ واللهِ أنهُ قهرّ وقد قُهرنا، ألمٌ وقدّ تألمنا، دمعٌ وقد ذرفنا خير زرعنا وشرّ حصدنا . اللهم اشفق على نفسيّ المهزوزة لانه كان بي صبرًا، وقد تلاشيت، وشيب الهِرم عمّ على وجنتِيّ وهفا على محيايّ من صبرٍ وتحمل لمصائب لو أنزلت على جبال لاحبطتها وهزتها وأسقطتها وأنا ما زلتُ أكافح وأصبر، وربيع الصّبا يغيم بي، ولكن ما بعد صبري هذا صبرًا ولن أطيق تحملًا ولا ركودًا آمنتُ إيمانًا جازمًا بأن العين لتدمع وأنّ القلبَّ ليحزن وأنا على فراق سعادتي لمحزون، ولكن ليس بهذا القدر.. ومن أين تريدون أن نتحلى بالإيجابية ؟ ولكن أقسم بالّذي خلق السماء والأرض، والنجوم والحصى، الذي خلق القمر، والشمس أن نفسي لا تزهق أبدًا وأنا على عهدي مع نفسيّ لصامد، سوف أخلعُ ثوب الماضي وأتزينُ بالأملِ الورديّ وأمضي قُدمًا نحو العُلا، سأنتصر وتصبح كلَّ معاركي مع نفسيّ ذكرياتٌ والانتصار يزهو.. نحن كالنبات تمرّ علينا فصول يخرّ بها العزم وتخرّ أوراقنا سُدى، ولكن يتجدد العزم ويصبح زهرًا وسنًا يُضيء الدرب أينما نحلّ..
إقرأ أيضا:حقوقٌ مسلوبة، بقلم : لُجين جمال بصول، “مقالات”
إقرأ أيضا:حقوقٌ مسلوبة، بقلم : لُجين جمال بصول، “مقالات”
Comments
0 comments
