مقالات ونصوص متنوعة

حقوقٌ مسلوبة، بقلم : لُجين جمال بصول، “مقالات”

حقوقٌ مسلوبة..

أولئك هم الأطفال
منهم اليتيم، ومنهم الرضيع، ومنهم الوحيد ومنهم من يكون مسؤولًا عن إخوته وأخواته..

لقد اختلفت ألوانهم وأشكالهم وأجناسهم لكنّهم بقوا تحت مُسمّى أطفال
اختلفت أحوالهم وظروفهم وبقوا جميعًا أطفال
اختلفت عائلاتهم، عاداتهم وتقاليدهم وبقوا أطفال

تلك هي الحياة، تجبرهم على أن يختلفوا بأدّق التفاصيل
منهم من يلعب ويمرح في غرفته ويخرج مع عائلته إلى الحدائق والمطاعم والمقاهي
ومنهم من تجبرهم الحياة على التشردّ أمام إشارات المرور يبيعون الاكسسوارت ليتمكنّوا من شراء لُقمة العيش لهم ولإخوتهم..
تجبرهم على العمل والانحناء لتصليح السيّارات ويخاطرون بحياتهم من أجلِ كسب قليل من المال..
تجبرهم على الجلوسِ أمام المحلّات التجاريّة يطلبون ثمن وجبة الغداء، وثمن الدواء لإخوتهم

لا شيء يؤلم القلب أكثر من أن ترى ذلك الطّفل محرومًا من حقوقه، محرومًا من العيش في بيئة عائلية يسودها جوًّا من السعادة والمحبّة والتفاهم..
أن تراهُ يحوم بين دائرة الخطف والقتل والتهديد والوعيد
ألّا تراه يحمل ألعابه ويلهو مع بقيّة الأطفال..
ألّا تراهُ على مقعده الدراسيّ..
ألّا تراه مع عائلته يلعب ويضحك..
ألّا تراهُ في بيتهِ آمنًا مطمئنًّا من تلك الحروبِ التي لا يدرك من أين أتت ولا يعلمُ عنها سوى صوت الانفجارات وجثث القتلى..
لا أعلم أهي قسوةُ الفقر أم ألم الحروب؟ حتى أصبح الأطفال يُقتلون دون ذنب.
بل كان ذنبهم الوحيد أنّهم وُلدوا تحت وطأة الفقر والحرب التي سلبت طفولتهم وأنهكت حياتهم.

إقرأ أيضا:كُلَّهم بِواحد، بقلم: الاء عماد قطيشات.

إنّ لذلك الطّفل حقًّا أصيلًا ألا وهو حق الحياة
من حقهِ أن يكون لهُ اسمٌ وجنسيّة
من حقهِ أن يعبّر عن رأيه في الأمور التي تناسب سنّه ونضجه
من حقهِ اللعب والتعليم
من حقّه أن يشعر بالأمان في مدرسته ومجتمعه المحليّ
أن يكون محميًّا من كلّ أنواع العنف والظلم والاستبداد
أن يختار كلّ شيءٍ بنفسه
أن يقول نعم هذا ما أريده وأن يقول لا، لن أقبل بهذا

الأطفال هُم قمّة البراءة والوجوه البيضاء.. هم أحباب الله عز وجل.. هم أطهر وأنقى ما في الكون.. هُم القلوب النقيّة.. هم بسمة الحياة وأمل المستقبل

دعونا نفكّر قليلًا.. أين حقوقم يا ترى؟
أين ذهبت طفولتهم؟
كيف تطاوعُنا أنفسنا أن نعنّفهم ونستغلّ ظروفهم؟
أليسَ من حقّهم أن يعيشوا طفولتهم؟
انظروا إلى حقوقهم إنّها تضيع بين التمردّ والاستغلال، دعونا نعطيهم فرصة ليحيوا من جديد، فضلًا فلتكن فرصة عادلة.

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
رونَق القَلب، بقلم : عائشة محمد فوزي سعدي، “نصوص نثرية”
التالي
كفاح نازحة/بقلم:سلام محمود جمعة.”قصة قصيرة”

اترك تعليقاً