مقالات ونصوص متنوعة

تَعَارِيفٌ بَاكيَهْ, بقلم : الشيماء شاهين الورفلي “نص”

– إِنَّهُ أَشَدُّ قَسْوَةً مِنْ أَنْ تَكُونَ لَكَ زَوْجَةُ أَبٍ تَتَحَكَّمُ بِحَيَاتِكْ، إِنَّهُ حَارِقٌ كَالْمَشْيِ عَلَى الْجَمْرِ حَافِياً، كَأَنَّ أَحَدَهُمْ قَامَ بِشَدِّ جَمِيعِ أَطْرَافِ جَسَدِكَ فَوْقَ كُرْسِيْ وَ مِنْ ثُمَّ حَاصَرَكَ بِحِبَالٍ شَائِكَةٍ، مًؤْمِنٌ بِعَجْزِكَ عَنْ حَرَكَةٍ تَكَادُ أَنْ تُقَطِّعَ جَسَدَكَ دُونَ رَحْمَةْ، إِنَّهُ مَغْلُولٌ بِشِدَّةٍ وَ مُصَلَّبٌ بِأَلَمْ. ( ذَاكَ اشْتِيَاقِي وَلِيدُ لَحْظَةٍ وَ أَسِيرُ انْتِظَارْ.. ) زَجَلَنِي اللَّيْلُ، حِينَ أَرْخَى كَالسِّتَارِ دَاخِلَ الْمُكَامَعَةِ الضَّارِبَةِ بَيْنَ الْأَرِيسْ، إِنَّهَا أَكْثَرُ تَشْوِيقاً مِنْ غِنَاءِ الْقَمَرِ وَ شَكْوَاهُ لِي كُلَّ لَيْلَةٍ، عَنْ كِبَرِ أُذُنَّيْ طَائِرِ الْبُلْبُلِ وَ سَرِقَتِهِ أَلْحَانَهْ لِإِنْشَادِهَا صَبَاحاً… ( صَبَاحُكَ طَائِرَ الْبُلْبُلِ السَّارِقْ.. ). – الْغُرْبَةُ اللَّيْلَةَ لَنْ تَنْتَهِي، صَوْتُ نَعِيقِ الْغِرْبَانِ السَّوْدَاءِ يَعْتَلِي أَكْثَرَ فَأكْثَرْ، قَدْ طَفَحَ كَيْلِي، يَا صَبْرِي وَ حَاجَتُكِ لِهَذَا الصُّرَاخِ الْمُؤذِي ؟؟ لِتَرُدَّ قَائِلَةً : بِلَوْرَةٌ ثَلْجِيَّةٌ دَاخِلَ جَنَاحَيْ، إِنَّنِي مُصَابَةٌ بِبَرْدٍ عَاطِفِيْ، أَغْمَضْتُ عَيْنَايَ مُغْمَى عَلَيَّ مِنْ شِدَّةِ الضَّحِكِ، حَتَّى حَطَّتْ رِيشَةٌ مِنْ جَنَاحِ الغُرَابِ، عَلَى كَفِ يَدِي، نِصْفُهَا أسْودٌ وَ الْآخَرُ مَاسِيْ. ( طَائِرُ الْغُرَابِ الْحَزِينْ.. ). – تَسَاقُطُ الْوُرَيْقَاتِ فِي فَصْل الْخَرِيفْ، الْمَمْزُوجَةُ بِدِقَةٍ كَأَلْوانِ الْغُرُوبِ الْمُتَنَاسِقَةْ، بَاذِخَةٌ فِي انْهِمَارِهَا مِنْ أَعَالِي الْأَغْصَانِ، وَ بَقَاءُ وَاحِدَةٍ تَعْتَلِيهْ، يَجْعَلَ مِنْهَا الْخَائِنَةٌ فِي عَيْنَيْ أَخَوَاتِهَا، وَ الْمُتَمَرِّدَةٌ فِي عُيُونِ الْفُصُولْ، عَنْ حَدِيثِهَا فِي صَمْتٍ، وَ انْتِظَارِهَا لِلْرَّبِيعْ، وَ سُئْمِهَا مِنَ الْخَرِيفِ الْبَاكِي. ( أَيَادٍ خَرِيفِيَةٌ لاَ زَالَتْ تَحْلُمُ بِنُزْهَةِ.. ).


إقرأ أيضا:كيفية حساب زكاة الفطر للفرد


Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
تأمّلات قبل الفناء, بقلم : وسيم أحمد عبد الواحد “نصوص نثرية “
التالي
ذكرياتك..ترتب قلبي, بقلم : فاتنة محمد سويد”نص”

اترك تعليقاً