مقالات ونصوص متنوعة

انهض من جديد، بقلم : زهرة عدنان براش، “نصوص نثرية”

انهض من جديد
  مرحباً..
مِنْ فَوقِ غَيمةٍ مُعلَقَةٍ في سَماواتِ الآحلامِ أُحَدُثَكُم ، وَأَوَدُ إِخبارَكم بِأنني كُنتُ أُفَكِرُ بِكُلِ من مَلأَ قَلبَهُ شَغفاً ، وأملاً ، وَحياةً
كيف إستطاعَ أن يَفعلَ ذلك ؟؟!!!
أَتساءَلُ دَوماً ؟ حتى تَراكمتْ لَدي الّتساؤلاتْ ، وَجمعتُ كُلَ ما تَراكمَ لَديّ من تَساؤلاتٍ ، وإجاباتٍ وَدَونتُهُ في مُذَكِرَتي ………………

أن ينامَ أحدُهُمْ باكياً ، ويَستَيقِظُ كأنّ شيئاً لمْ يَحدُثْ !!
كأنّ دُموعَهُ لَمْ تَتَساقطْ وَجَعاً وخوفاً على أحلامٍ يُرَدِدُ في نفسهِ أنها سَتَتَحقق ، وَيأمل أَنها سَتَتَحقق لكنها سَرابٌ في سَرابْ ……..

لا شيءَ مما يَتوقَعهُ يَحدُثْ وكلَّ نَجاحٍ يَطمَحُ له لا طُرُقٌ مُمَكنَه للوصولِ إليه ، ألفَ عَقَبةٍ يَتجاوزها ثُمّ يَصِلُ إلى حاجزٍ لا يَقوَى على هَدمِه فَيَعودَ إلى نُقطةِ ما قَبلَ البِداية ،
لكنَهُ نَسيَّ كُلَ شَئٍ مِنْ جَديد .
وَبدأَ يُرَدِدُ خاطرة ً لا مَصدَرَ لها
سِوى تِلكَ الْمعانيَّ الْمنسيه : سِر في طَريقِكَ حامِلاً قَلبَكَ ، سَتَنالُ السلامَ يَوماً ، فَنِهايةِ هذا الّطريق فَجرَاً مُنيراً .

أيُّ قُوَةٍ يَملِكُها الْذينَ يَتَحَملونَ كُلَ ذلك ؟؟
يَعتبرونَ كُلَ فَشلٍ نجاح
كُلُ ضَعفٍ قُوة
كُلُ سُقوطٍ رِفعة
كيف لَهُ الْقُدرة على ذلك ؟؟!

يَتَساءَل الأخرين فَيَبدَؤونَ بِمراقَبةِ تَحرُكاتِه ، وَنمطَ حَياتِه ، لِيجِدوا أن الأملَ رَفيقُه الّدائم ، والنجاحَ يُحالِفُهُ دائماً ، والّسعادةَ والْفرحَ في كُلِ حَياتِه .
يَجَدُونَهُ قد زَرَعَ شَجرةً في زاويةٍ ، مُحاطَةٌ بِالأشجارِ ، وَيَقولُ : مَزرَعتِي الْجميلة ، يُدَقِقونَ في مَنزله مَكتَبٌ صَغير ، عَليهِ أوراقٌ كثيرة مُزدَحمة بالْكُتُب والأقلام ، وما زالَ يُرَدِدُ مَكتَبتي الْعظيمة .
إلى أنها رُغمَ بساطَتِها تَبعَثُ في نُفوسهم الْبهجة .
هنا يَسكُنُ الّتناقُضَ الْعجيب !

إقرأ أيضا:الوقاية من الكبد الوبائي

حيثُ أن هذا الّشخص ما زالَ يعمل ويَجد رُغمَ مَعرِفَتهُ الْجيدة أنهُ لا شيء سَيُحَقِقَهُ ، يَعلَمُ أنهُ كَلقيطٍ جَرَفَهُ نَهرُ الْغدرِ على حافةِ رَصيفٍ لِشارعٍ قَديم أمامَ منزلٍ عَتيق .
وَمع ذلك يَعودُ وَيَبدأ من جَديد ، وَيَبتَسمُ تَزامُناً مع إِنهمارِ دُموعِه ، وَيَصرِخ وَيَتَسعُ صُراخَهُ بِضِحكاتٍ لَيسَ جُنوناً بَل تَفاؤلاً .

يُخبِرهُ كَثيرٌ مِمَن حولَهُ أن يَستَسلِم ، يَهمِسُ لِذاتِه وَيقول: لا يُوجَدُ كَلِمةً في قاموسكِ تَحمِلُ تِلكَ الْمعاني .
يَسأَلُ نَفسَهُ عن سَبب تَماسُكِهِ هذا ؟؟ من أين آتى به !!
فيجيب : وما أَدراني بِما تَحمِلُهُ ليَّ
الأيام ، ثُمَّ أنني لا أُفكرَ إلا بِأُولئكَ الْذينَ يَنتَظِرونَ نَجاحي .

كُنتُ دائماً أُخبئُ أحلامي في جوفي ، وأَعلَمُ أن لا سبيلَ لِتَحقيقها .
دائماً أتعجبُ مِمَنْ يَتحدثونَ بأعلى صوتِهم عن إنجازاتِهم وطموحاتِهم مهما كانت صغيرة لأنني ، حينَ مَشيتُ خُطواتٍ لِتحقيقِ ما أَحلُمُ بِه مِثلَهم تَقيَدتْ أَقدامي بِسلاسِلٍ وَأَغلال ، ظَننتُ أن لا سَبيلَ لِلخلاصِ منها .
عَزلتُ نفسي عن الٍجميع فقدتُ الأملَ من نفسي ، قررتُ أن أعيشَ بَعيداً عن ذاتي وأَحلامي ، بَعيداً عن كُلِ هذا الْعالم .
لَطالما كُنت دائماً مُتفائلة مُثابَرة على تَحقيقِ أحلامي إلا أن الإنسانَ يَضعفُ أَحياناً ، يَستسلم للواقِع ، يَحتاجُ إلى نصائح وَمُساعَدَةِ أَحد لإكمالِ مَسيره .
مُبَعثَرةٌ أنا كَبعثَرَةِ أشعةَ الّشمس.
تَتَساءَلونَ ما الذي تَفعَلُهُ فَتاة مُحبَطه كَهذهِ في سماواتِ الأحلام، وأن لها أن تَكونَ فوقَ غيمَةٍ مُعلقة ؟؟!! تارةً تَكونُ مُتفائلة وتارةً أخرى تَستسلم …..
تُجيبُكم قُيودي التي إِنصَهَرَت بِفعلِ الْمحاوَلةِ تِلوَ الأُخرى ، وَبِفعلَ مُقاومتي لها حينَ أَدركتُ أن الْعالم يَتقدم وأنا قابعة في زِنزانَتي التي تَزدادُ عُمقاً كُلَما إزدادت سَلالِمَ إِنجازاتِهم .
ليتنا نُدرِكُ أن وُقوفَنا لِأجلِ ما نُملِيه علينا من حولِنا لن يُفيدَنا وَنَحنُ مَنْ سَيُنقِذُ الْعالمَ إنّ رَكَضنا نَحوّ تَحقيق ما نَحلُمَ بِه ، وأنّ كُلّ شَخصٍ فينا قادر على فعل الْكثيرَ والْكثير .
هذا ما أَدرَكتُهُ وَسُرعانَ ما بدأتُ بِالْخروج مِنْ زِنزانَتي ليسَ مَنْ الْباب، ولا حتى من الْنافذة بَل مِنْ الْجدران الْتي تَكسَرتْ أَظافِري وَتَشظتْ أَنامِلي وَأَنا أَعمَلُ جاهدةً على تَفتيتِها .

إقرأ أيضا:لا تحزن إن الله معنا/ ومضات دينيّة الشيخ بدر المشاري.

أيها الْعالم إنني أَسيرُ ببطء ، لكنَني مُتَيقنة أَنني سَأصِل ،وسأُحَقِقَ الْنجاحاتِ الْتي يَسخَرُ الّناسُ مِنها وَيُقلِلونَ مِنْ قيمتها ……

أصبحتُ شَغوفة جداً ، سعيدة بالإنجازات الْتي سَأُحَقِقَها ، سَأكونُ عندَ ثِقَةِ جَميعَ مَنْ يَنتظِرَ نجاحاتي وَمحطَ فَخرٍ لوالدايّ وجميعَ من أُحب …
سَأصِلُ إلى ما أُريد بإذن المولى طالما أنني آمنتُ بِنَفسي وَبَدَأتُ بالْخطوة الأولى مُخططةً لكل ما أريد بِفعلِهِ بِإصرار ….

هكذا نحن نَموتُ ونَحيا بعد كَربَتِنا رَبيعاً مُزهراً.

بقلم : زهرة عدنان براش

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
ذاكرة ممزقة، بقلم: رهام قدري جمهور، فلسطين”نصوص نثرية”
التالي
سأغادر نحو الربيع، بقلم : محمد عمر القشّاط – الاردن/ ” نصوص نثرية”

اترك تعليقاً