مقالات ونصوص متنوعة

تعرفي علي آثار مصر القديمة

استمرت الحضارة المصرية القديمة لمدة ثلاثة آلاف عام  عندما ترك ملوكها معالم قللت من قدر كبير من المهارة والمعرفة في العمارة والفنون لا يزال العديد من رفاتهم واقفين حتى يومنا هذا وفي حالة جيدة لا تزال العديد من الأهرامات والمعابد وأبو الهول تجذب السياح من جميع أنحاء العالم

الآثار الفرعونية
أهرامات الجيزة
بُنيت أهرامات الجيزة الثلاث على هضبة صخرية تقع على الضفة الغربية لنهر النيل بالقرب من الجيزة شمال مصر، وقد كانت هذه الأهرامات إحدى عجائب الدنيا السبعة القديمة، بالإضافة إلى أنّها اختيرت كموقع من مواقع التراث العالمي لليونسكو عام 1979م، وتُعرف الأهرامات الثلاث بأسماء تعود إلى الحاكم الذي بُنيت في عهده، فقد بُني أوّل الأهرامات في أقصى الشمال في عهد الملك خوفو ثاني ملوك الأسرة الرابعة، وأطلق عليه اسم هرم خوفو (بالإنجليزية: Khufu)، كما يُطلق عليه اسم الهرم الأكبر، حيث يبلُغ طول كلّ ضلع من قاعدته 230 متراً، ويبلُغ ارتفاعه الحقيقي حوالي 147 متراً.[٣]

بُني الهرم الأوسط للملك خفرع رابع ملوك الأسرة الرابعة، وأطلق عليه اسم هرم خفرع (بالإنجليزية: Khafre)، ويبلُغ طول كلّ ضلع من قاعدته حوالي 216 متراً، كما يبلُغ ارتفاعه الحقيقي 143 متراً، أمّا الهرم الجنوبي منقرع (بالإنجليزية: Menkaure) فقد تمّ بناؤه في عهد الملك منقرع الملك الخامس من الأسرة الرابعة، إذ يبلُغ طول كلّ ضلع من قاعدته 109 متراً، ويبلُغ ارتفاعه الحقيقي حوالي 66 متراً.[٣]

إقرأ أيضا:طريقة تحضير كاري الدجاج الهندي

تعرّضت الأهرامات الثلاث للنهب عبر العصور القديمة والوسطى، إذ إنّ محتوياتها الثمينة غير موجودة في المدافن الداخلية، بالإضافة إلى زوال الطبقة الخارجية من الجير الأبيض ممّا أدّى إلى نقصان ارتفاعها الحقيقي، باستثناء هرم خفرع فهو يحتفظ بطبقة من الحجر الجيري الأبيض في الجزء العلوي منه فقط.[٣]

أبو الهول
يُعتبر تمثال أبو الهول (بالإنجليزية: Sphinx) من أقدم المنحوتات الأثرية المعروفة، وهو تمثال ضخم له جسد أسد ووجه رجل، يقع على هضبة الجيزة مكان وجود أهرامات المملكة القديمة الثلاث الأكثر شهرةً؛ هرم الملك خوفو، وهرم الملك خفرع ابن الملك خوفو، وهرم الملك منقرع حفيد الملك خوفو، ويعتقد بعض العلماء أنّ وجه التمثال كان تجسيداً لوجه الملك خفرع، ويبلُغ طول التمثال حوالي 73.5 متراً، كما يبلُغ أعلى ارتفاع له عن سطح الأرض حوالي 20 متراً، ويعود تفسير شكل تمثال أبو الهول بأنّ الملك قد بناه ليكون وسيلةً لمراقبة الأهرامات وحارساً للمعابد الموجودة في المنطقة، ويُشار إلى فقدان أنف التمثال في عهد نابليون.[٤]

معبد حتشبسوت
بُني معبد حتشبسوت الجنائزي (بالإنجليزية: Temple of Hatshepsut) عام 1458 ق.م، ويقع على منحدر في الجهة الغربية من مدينة الأقصر، وتميّز هذا الموقع بأنّه مكان مقدّس للإله حتحور، كما تمّ استخدامه كدير بعد دخول الدين المسيحي، ومن هنا جاءت تسميته باسم الدير البحري، ويتألّف المعبد من ثلاثة مستويات، وكانت الأكاديمية البولدنية للعلوم (بالإنجليزية: The Polish National Academy of Sciences) هي المسؤولة عن ترميم هذه المستويات الثلاث، حيث اكتشفت آثار كنيسة أنوبيس في الطرف الشمالي من المستوى الثاني للمعبد، وتمثال أوزوريس الذي يقف أمام أحد الأعمدة في المستوى الثالث من المعبد.[٥]

إقرأ أيضا:هرم زوسر المدرج

هرم سنفرو المائل
يُعتبر هرم سنفرو المائل أول الأهرامات التي بُنيت في قرية دهشور، ويتميّز بشكله الفريد الذي كان سبباً في تسميته؛ حيث تمّ بناؤه تبعاً لاختلاف زوايا الهرم، حيث بدأ البناء بزاوية 54 إلى 55 درجة، وعند ارتفاع 45 متراً تمّ انخفاض زاوية الميل إلى 43 درجة، وهناك العديد من وجهات النظر التي يعتقد البعض أنّها سبباً في اختلاف زاوية الهرم، ومنها أنّ الملك سنفرو قد أدرك أنّ هرمه بدأ بالانهيار نظراً لانحدار زاوية الميل فقرّر تقليل الزاوية تفادياً لانهياره، بينما كان الاعتقاد الثاني أنّ أعمال البناء قد استمرّت لفترة طويلة وقرّر حينها الملك سنفرو تقليل الزاوية لتخفيض كميّة البناء المُتبقيّة وتسريع عملية البناء، والبعض يُرجّح أنّ السبب يعود إلى غرض ديني غير معروف إلّا أنّ هذا السبب غير مقبول لدى العديد من العلماء.[٦]

هرم زوسر
اكتُشف هرم زوسر خلال حملات نابليون العسكرية في الفترة الممتدة بين عامي 1798م و1801م، وقد كان زوسر أول ملوك الأسرة الثالثة وهو أول من بنى بالحجر بعد أن شاع بناء المقابر من الطوب الطيني الجاف، وقد بنى هرم زوسر وزيره أمحوتب بوضع مصطبات تصغر في الحجم مع الارتفاع للأعلى مُشكّلةً هرماً مُدرّجاً، حيث بدأه بمصطبة مربعة يبلغ ارتفاعها ستة أمتار تقريباً وذلك على عكس ما كان شائعاً في بناء الأهرام بقاعدة مستطيلة، ثمّ أكمل أمحوتب البناء بمصطبات مستطيلة ولم يُعرف السبب في ذلك، وعند انتهاء البناء كان ارتفاع هرم زوسر 62 متراً مُسجّلاً أعلى مبنى في ذلك الوقت.[٧]

إقرأ أيضا:طريقة عمل متبل البطاطا

معبد الأقصر
يعود تاريخ إنشاء معبد الأقصر (بالإنجليزية: Luxor Temple) إلى عام 1392 ق.م على الضفة الشرقية لنهر النيل، وقد خُصّص للآلهة موت، وخونسو، وآمون، ويحتوي على عشرة أقسام، ويمتد المدخل بطول 61 متراً، ويشمل المعبد على العديد من المعالم المهمة للحضارة المصرية؛ كمحكمة رمسيس الثاني، ومحكمة أمنحتب الثالث، وكنيسة موت، وكنيسة خنسو، وكنيسة آمون، وقاعة الميلاد، وأبو الهول، والمعسكر الروماني، وتمّ تشييد جدران المعبد من الطوب الطيني؛ وذلك لتحقيق رمزية الفصل بين المصريين وآلهتهم.[٨]

الهرم الأحمر
يُعتبر الهرم الأحمر (بالإنجليزية: Red Pyramid) أقدم الأهرامات الموجودة في العالم على الإطلاق، وسُمّي بالهرم الأحمر نظراً للطبقة الحمراء التي تكسوه والتي ظهرت بعد زوال طبقة الحجر الجيري الأبيض، وقد بنى المهندسون المعماريون الهرم الأحمر بزاوية ميلان 43 درجة أيّ بنفس زاوية ميلان الجزء العلوي من هرم سنفرو، ويتكوّن الهرم من مدخل يحتوي على 125 درجة شديدة الانحدار تتجه للأعلى ثمّ للأسفل، بالإضافة إلى ممر طوله حوالي 63 متراً يؤدّي إلى غرفتين ذواتا أسقف يصل ارتفاعها إلى 12 متراً، وغرفة أخرى بداخلها مدفن يُعتقد أنّه يعود لسنفرو.[٩]

وادي الملوك
يُعتبر وادي الملوك (بالإنجليزية: Valley of the Kings) أرضاً تمّ اتخاذها خلال المملكة الحديثة في مصر لدفن ملوك الفراعنة؛ كتوت عنخ آمون، وسيتي الأول، ورمسيس الثاني، وغيرهم من الكهنة والملكات، ويُعتبر هذا الوادي من أكثر المقابر شهرةً في الحضارة المصرية، ويقع على الضفة الغربية من نهر النيل بالقرب من مدينة الأقصر.[١٠]

انشغل الفراعنة القدامى بترك آثار لهم على سطح الأرض، إلّا أنّهم أمضوا الكثير من الوقت والجهد في إنشاء الأضرحة تحت الأرض، حيث استخدموا التحنيط للمحافظة على أجسادهم لاعتقادهم باستمرار الحياة بعد الموت، كما كانوا يدفنون جميع الأدوات المادية ؛ كالأثاث، والملابس، والمجوهرات التي يعتقدون أنّ الملك سيحتاجها في الحياة التالية، بالإضافة إلى تزويد القبر بشكلٍ كافٍ من المأكولات، والمشروبات لإقامة الاحتفالات في الحياة التالية باعتقادهم، كما كانوا يُضيفون الأشياء المقدسة بالنسبة لهم إلى القبر ظنّاً منهم أنّها سُتساعد المتوفّي على تحقيق الحياة الأبدية.[١٠]

أبو سمبل
يقع معبد أبو سمبل (بالإنجليزية: Abu Simbel) المحفور في الصخر على الضفة الغربية من نهر النيل جنوب مدينة أسوان، حيث أُحيطت منطقة المعبد بجدران من الطوب، واتّخذ المعبد مكاناً له بين منحدرات الحجر الرملي ونهر النيل، كما أُحيط من الجانبين بحاجزين يوجد عليهما مجموعة من الصقور والتماثيل للملك رمسيس، وقد بُني المعبد في عهد الفرعون رمسيس الثاني عام 1257 ق.م، كما كان الموقع قبل ذلك من المواقع المقدّسة للملك حتحور.[١١]

يتميّز المعبد بدخول أشعة الشمس بشكلٍ طوليّ إلى داخله مرّتين كلّ عام؛ في الثاني والعشرين من شباط والثاني والعشرين من تشرين أول، حيث يلتقي الضوء مع الجدار الخلفي للضريح الأعمق ولتماثيل الآلهة الأربع الجالسة هناك، ويُشار إلى أنّ المعبد أصبح مهدداً بالغرق عند بناء سد أسوان العالي ممّا اضطر إلى تفكيكه وإعادة بنائه من قِبل اليونسكو والحكومة المصرية بين عامي 1964م و1966م على ارتفاع 61 متراً فوق الموقع الأصلي للمعبد.[١١]

الكرنك
يُعد مجمّع آثار ومعابد الكرنك من أضخم المجمّعات القديمة الشاهدة على قوّة الحضارة الفرعونية القديمة على الرغم من الأضرار التي لحقت به، ومن أهمّ المعابد والآثار الموجودة في مجمّع معبد الكرنك ما يأتي:[١٢]

شارع أبو الهول: يقع شارع أبو الهول (بالإنجليزية: Avenue of Sphinxes) في مدخل المجمّع، ويُحيط به من كِلا الجانبين تماثيل لأبو الهول، كما يوجد تمثال كلّ من آمون، وموت، وخنسو خارج مجمّع الكرنك في الطريق المؤدّي إلى الأقصر.
معبد آمون الكبير: يُعدّ معبد آمون الكبير (بالإنجليزية: Great Temple of Amun) المعبد الرئيسي في الكرنك، فقد خضع للعديد من الإضافات والتحسينات على مرّ القرون كحال جميع المعابد المصرية القديمة، إلّا أنّ الشكل الأساسي الظاهر حالياً يعود في بنائه إلى الفرعون تحتمس الأول، فقد وسّعه ليُناسب قوّة وعظمة الآلهة والملك.
كشك سيسوستريس الأول: يقع كشك سيسوستريس الأول (بالإنجليزية: The Kiosk of Sesostris) شمال معبد آمون الكبير، وهو من أقدم الهياكل الموجودة في مجمّع الكرنك، كما أنّه بُني من الحجر الجيري، وقد أُقيم للاحتفال باليوبيل الملكي.
معبد بتاح: بُني معبد بتاح (بالإنجليزية: The Temple of Ptah) على يد الملك تحتمس الثالث، وقد تمّ توسيعه وترميمه في عهد الحاكم الإثيوبي شاباكا وبعض البطالمة، ويبدأ مدخل المعبد من الجهة الغربية عن طريق خمس بوابات متتالية.
المعبد الشمالي: يُمكن الوصول إلى منطقة المعبد الشمالي (بالإنجليزية: Northern Temple Precinct) من خلال معبد بتاح، وقد تمّ بناء البوابة الشمالية للمعبد من قِبل الملك بطليموس.
معبد مونتو: يقع معبد مونتو (بالإنجليزية: Temple of Montu) داخل المعبد الشمالي، وقد تمّ بناؤه من قِبل أمنحتب الثالث، كما تمّت توسعته عدّة مرّات وصولاً إلى العهد البطلمي، وتُظهر الآثار الباقية من المنحوتات والعناصر المعمارية في المعبد مدى المهارات الفنية التي كانت موجودةً في ذلك الوقت.
معبد رمسيس الثاني: بُني معبد رمسيس الثاني (بالإنجليزية: Temple of Ramses II) على مقربة من المخرج الشرقي لمعبد آمون الكبير، كما يقع على شماله معبد آخر للملك رمسيس الثاني.
البوابة الشرقية: تقع البوابة الشرقية (بالإنجليزية: East Gate) شرق معبد رمسيس الثاني، وتوجد البوابة في حوائط مبنيّة من الطوب يبلُغ ارتفاعها حوالي 19 متراً.
البحيرة المقدّسة: تقع البحيرة المقدّسة (بالإنجليزية: Sacred Lake) إلى الجنوب من حائط رمسيس الثاني التي تُطوّق معبد آمون، وتُعرف باسم بركة الملاحة؛ وذلك بسبب شدّة ملوحة مياهها.
معبد خونسو: بُني معبد خونسو (بالإنجليزية: Temple of Khonsu) من قِبل رمسيس الثالث، وهو من أهم رموز الهندسة المعمارية في المملكة الحديثة، ويتمّ الدخول إليه عن طريق برج كبير يبلُغ طوله حوالي 32 متراً.
معبد أوزوريس وأوبيت: يقع معبد أوزوريس وأوبيت (بالإنجليزية: Temple of Osiris and Opet) في الجهة الجنوبية الغربية من معبد خونسو، وقد تمّ تشييده على قاعدة ترتفع عن مستوى الأرض ما يُقارب ثلاثة أمتار.
معبد موت: بُني معبد موت (بالإنجليزية: Temple of Mut) من قِبل الملك أمنحتب الثالث، ويوجد في مدخل المعبد أعمدة تحمل شخصيات الإله بيس، كما يحتوي المدخل أيضاً على نقوش تعود إلى العصر البطلمي.
المعبد الجنوبي (بالإنجليزية: Southern Temple Precinct): تمّ بناء المعبد خلال فترة حكم حورمحب، وقد أُخذت حجارته من معبد أمنحتب الرابع.
معبد أوزيريس (بالإنجليزية: Temple of Osiris): تمّ بناء المعبد من قِبل اوسركون الثالث مقابل الحائط الشرقي لمجمع آثار الكرنك.

الآثار الإسلامية
جامع عمرو بن العاص
بُني جامع عمرو بن العاص عام 641م بعد أن غزا الصحابي عمرو بن العاص الحكام الرومان في مصر عام 640م، وكان الجامع مركزاً لنموّ مدينة الفسطاط حوله وازدهارها، كما تمّ استخدام الحجر، والخشب، والطوب الطيني لبنائه، وقد بقيت بعض الآثار القديمة جداً من المسجد كإطارات الأبواب، فقد تمّ هدم وترميم المسجد عدّة مرّات عبر تاريخه، ومن أهمّ القادة الذين أعادوا ترميمه صلاح الدين الأيوبي عام 1179م وذلك بعد هزيمته للصليبيين.[١٣]

جامع الأزهر
تأسّس جامع الأزهر على يد الفاتح الفاطمي جوهر الصقلي عام 970م، حيث كان حينها مسجداً يجمع سكان مدينة القاهرة الجديدة، ثمّ تمّ إنشاء جامعة فيه عام 988م، ويتميّز بوجود الممرات التي تفصلها أعمدة رخامية تعلوها أقواس دائرية، بالإضافة إلى وجود الفناء المحاط بثلاثة أروقة والذي تمّ إضافة رواق رابع له في عهد الخليفة الحافظ، كما يحتوي الجامع على العديد من الزخارف المرسومة بالجص.[١٤]

جامع ابن طولون
يعود تاريخ جامع ابن طولون إلى أحمد بن طولون الذي كان حاكماً للفسطاط في عهد الخليفة العباسي المأمون، وقد تمّ استخدام هذا الجامع لإقامة الاحتفالات الفاطمية في شهر رمضان، إلّا أنّه تعرّض للدمار في القرن الثاني عشر، لكن تمّ ترميمه وإعادة استخدامه مرّةً أخرى كنوع من المدارس في فترة حكم المماليك، ويُعتبر المسجد من الرموز التي تُعبّر عن هيمنة الثقافة السامرائية، إذ إنّه مبنيّ بالكامل من الطوب الأحمر، ويمتلك مأذنةً حجريةً حلزونيّةً، كما يظهر التأثّر الأندلسي أيضاً في الواجهات المعمارية وأشكال النوافذ، حيث تمّ استخدام نوافذ مقوّسة على شكل حدوة الفرس، ويعود سبب التأثّر الأندلسي إلى إعادة توطين المسلمين الأندلسيين اللاجئين في مصر.[١٥]

آثار أخرى
معبد دندرة المركب
يُعتبر تجمّع المعابد الموجود في دندرة (بالإنجليزية: The temple complex of Dendera) واحداً من أشهر تجمّعات المعابد في مصر، ويقع على بُعد 2.5 كيلومتراً شرق منطقة دندرة، وتبلُغ مساحته حوالي 40,000 متراً مربعاً، ومن أهمّ المعابد الموجودة في هذا التجمّع معبد حتحور، ومعبد ولادة إيزيس، ويُحيط بالتجمّع جدران طينية تفصله عن الأكشاك الرومانية، بالإضافة إلى وجود بوابة تعود إلى عهد كلّ من الإمبراطور تراجان والإمبراطور دوميتيان تؤدّي إلى فناء مفتوح كبير يؤدّي إلى معبد حتحور.[١٦]

معبد كلابشة
يقع معبد كلابشة (بالإنجليزية: Temple of Kalabsha) في مدينة أسوان، وقد تمّ نقله من موقعه إلى موقع آخر في أسوان عام 1970م، وقد بُني من الحجر الرملي في الفترة الممتدة من عام 30 ق.م إلى 14 ق.م في عهد الإمبراطور الروماني أغسطس، وكان مخصصاً لإله الشمس النوبي، بالإضافة إلى أنّه كان أنموذجاً للبناء في العصر البطلمي، إذ إنّه يحتوي على أبراج، وفناء، وقاعة من الأعمدة، وثلاث غرف كانت تُستخدم كملاجئ، وقد تمّ بناء المعبد على بقايا كنيسة صغيرة، كما تظهر في المبنى العديد من النقوش والزخارف التي تعود إلى الفترة ما بين 360م إلى 550م، بالإضافة إلى وجود كتابات تعود إلى منتصف القرن الخامس الميلادي.[١٧]

معابد جزيرة فيلة
تقع جزيرة فيلة (بالإنجليزية: Philae) في نهر النيل بين سد أسوان القديم وسد أسوان العالي جنوب مصر، ويعود اسم فيلة إلى أصول يونانية، كما اشتقّ اسم “Pilak” للجزيرة عند الأقباط ويعني المكان البعيد، وتُعرف الجزيرة محليّاً باسم قصر أنس الوجود وهو اسم يُشير إلى أسطورة في رواية ألف ليلة وليلة، وفي الجزيرة مكان كان جاذباً لإقامة المعابد والأضرحة القديمة نظراً لارتفاعه عن مستوى فيضان النهر، يمتد بطول 460م وعرض 150م، وقد تمّ اختيار الجزيرة كواحدة من مواقع التراث العالمي لليونسكو عام 1979م.[١٨]

اكتسبت جزيرة فيلة أهميّةً عظيمةً عبر الزمن، حيث خُصّصت لعبادة الإله إيزيس، فقد تمّ تشييد هيكل معبد إيزيس في عهد بطليموس الثاني وبطليموس الثالث، وتمّت زخرفته في عهد الإمبراطور الروماني أغسطس والإمبراطور تيبريوس، كما أنشأ الإمبراطور هادريان بوابةً غرب مجمع المعابد، وقد تمّ اكتشاف العديد من المعابد قبل غمرها جزئياً بماء نهر النيل؛ كمعبد لإمحوتب ومعبد لحتحور، إلّا أنّ الزخارف والدهانات الموجودة في المعابد تعرّضت للتلف؛ لذا تمّ نقل المعابد إلى جزيرة أجيليكا (بالإنجليزية: Agilkia) المرتفعة، حيث تمّت إعادة بنائها بنفس شكلها القديم وذلك عام 1980م.[١٨]

حصن بابليون
يعود بناء حصن بابليون (بالإنجليزية: Babylon Fortress) إلى القرن السادس قبل الميلاد خلال العهد الفارسي، وتمّ بناؤه بالقرب من منحدرات نهل النيل، ثمّ تمّ نقله إلى موقع أقرب إلى النهر وهو موقعه الحالي من قِبل الإمبراطور تراجان؛ وذلك بسبب مشاكل توصيل المياه إليه، كما استغلّ الرومان موقع الحصن الاستراتيجي القريب من النيل واستخدامه طيلة فترة حكمهم في مصر، وازدهر الحصن بحلول الفتح العربي لمصر عام 640م، إذ أصبحت الجدران الخارجية شاهقة الارتفاع، وتمّ إنشاء خندق وميناء، بالإضافة إلى مدّ قناة تصل الحصن بالبحر الأحمر، كما تمّ استغلال الحصن خلال الفترة المسيحية للتحكّم في حركة المرور والتجارة على طول نهر النيل والقناة التي تصل الحصن بالبحر الأحمر، بالإضافة إلى أنّه كان ملجأً للمسيحيين الأقباط الذين اضطُهدوا من قِبل المسيحيين الرومان في الإسكندرية.[١٩]

معبد سرابيوم
اكتُشفت آثار معبد سرابيوم (بالإنجليزية: Serapeum) لأوّل مرّة في قرية سقارة عام 1850م من قِبل العالم الفرنسي أوجوست مارييت (بالإنجليزية: Auguste Mariette)، وقد كُرّس المعبد لعبادة الإله اليوناني المصري سيرابيس (بالإنجليزية: Sarapis)، إلّا أنّ المنطقة استُخدمت في بادئ الأمر كمقبرة للثيران منذ عام 1400 ق.م، ثمّ تمّ تصميم المعرض الرئيسي والغرف الفرعية من قِبل رمسيس الثاني لتكون سراديب لدفن الثيران والعجول المقدسة عند الفراعنة، كما بُني معبد سرابيوم مهم آخر في الإسكندرية في عهد بطليموس الأول، فقد أمر حينها ببناء أكبر المعابد وأكثرها شهرةً على الإطلاق.[٢٠]

عمود السواري
يُعتبر عمود السواري (بالإنجليزية: Pompey’s Pillar) من أهم أماكن الجذب السياحية في مدينة الإسكندرية، حيث يُعدّ من أكبر الحجارة الضخمة على مرّ العصور القديمة، ويقع وسط أنقاض معبد السرابيوم على هضبة صخرية بالقرب من تمثاليّ أبو الهول، وقد تمّ بناؤه للاحتفال بانتصار الإمبراطور ديوكلتيانوس على ثورة قامت في الإسكندرية أثناء سيطرته على مصر، حيث تمّ نحت العمود من قطعة واحدة من الجرانيت الأحمر الموجود في مدينة أسوان، والتي تمّ تقدير وزنها بحوالي 285 طن، كما يبلُغ قطر القاعدة حوالي 2.71 متراً، ويبلُغ الارتفاع الكلّي للعمود حوالي 26.85 متراً.[٢١]

مقابر كوم الشقافة
تُعتبر مقابر كوم الشقافة (بالإنجليزية: Catacombs of Kom Ash Shuqqafa) أكبر مواقع الدفن الروماني في مصر، وتقع في الإسكندرية، وقد تمّ اكتشافها بالصدفة عام 1900م، وتُعتبر شاهداً على اندماج الطرز اليونانية والفرعونية في البناء، وتتكوّن سراديب المقبرة من ثلاثة مستويات تصل إلى عمق 35 متراً، ويتمّ الدخول إليها عبر درج دائري كان يُستخدم لنقل جثث الموتى، وتمّ بناء السراديب في القرن الثاني الميلادي كقبو لإحدى العائلات، وبقيت لمدّة 300 عام قيد الاستخدام حتّى تطوّرت لتسع أكثر من 300 جثّة، ومن الجدير بالذكر أنّ المقابر تُثير الخوف لدى الزائر؛ إذ إنّ غالبيّة جدرانها غير مزيّنة تخلو من الزخارف والرسومات.[٢٢]

المسرح الروماني
يُعتبر المسرح الروماني (بالإنجليزية: Roman Amphitheater) واحداً من أكثر الأماكن شعبيةً في الإسكندرية، ويقع تحديداً في حيّ كوم الدكة الذي يعني ” تلّ الركام”؛ وهذا بسبب وجود الركام الذي يُشبه المقاعد الضخمة في المنطقة، ويُعتبر المسرح الروماني في الإسكندرية من أهمّ الإنجازات المعمارية للرومان في مصر، وقد تمّ اكتشافه بالصدفة عام 1960م حيث تمّ العثور على أعمدة من الحديد الصلب أثناء الحفر لبناء مبنى حكومي في الموقع.[٢٣]

الكنيسة المُعلّقة
تُعدّ الكنيسة المعلّقة (بالإنجليزية: The Hanging Church) واحدةً من أقدم الكنائس في مصر، حيث يعود تاريخها إلى القرن الثاني الميلادي، وقد سُميّت بالكنيسة المعلّقة نظراً لتشييدها جنوب حصن بابليون، كما تتميّز الكنيسة بشكلها الفريد؛ إذ تمتلك سقفاً خشبياً على شكل سفينة نوح، ويكون الدخول إلى الكنيسة عبر بوابات حديدية تعلوها أقواس حجرية مدببة تقود إلى واجهة تعود إلى القرن التاسع عشر مع أبراج لقرع الأجراس، كما يوجد فيها فناء ضيق يحتوي على رسومات من الإنجيل، وفناء صغير آخر يقود إلى شرفة تعود إلى القرن الحادي عشر.[٢٤]

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
طريقة عمل حلاوة الدقيق
التالي
عجائب الدنيا السبع بالترتيب

اترك تعليقاً