منوعات أدبية

طفلٌ وثلاث خيبات

طفلٌ وثلاثُ خيبات…

تلفحُ الذاكرة نسمةٌ صيفية رقيقة، تجرُّ معها الوجه الذي لم يخيّل لي للحظة أنْ يكبر،وخصلةٌ سوداء لاعبتها الأيامُ حتى أنهكتها، الأحرف التي ظننتها وُلدَتْ لتحتمي بذاتها من شدة تعانقها، لعبةُ الغميضة و التي استغرقتُ وقتاً طويلاً هذه المرة بالبحث عن ذاك الوله الطفولي بملاحقةِ العمر مبكراً ليرسمَ على جدار الأمنيات عرساً من الضحكات التي تبتلعها المقاعد وتتشربها سبورةُ الوقت،

وددتُ هذه المرة ألا يسبقني ذاك الطيف أنْ أفتحَ باب الماضي لأنّ ما مضى هنا يستحق العودة

و لا أعلم إنْ كان الارتباك سيأتي هذه المرة ليلعثمَ لغة البوح، أو أنّ المدينةَ ستنشب عاصفتها مجدداً لتهاجر معها الرقعةُ التي رُسمَتْ لدحرجة الحصا على أرقام أطفالكَ اليوم..

وها أنا أفتحُ بابي هذه الليلة لألتقي بذاك الطفل الذي حكتُ له من الانتظار ما يكفي للالتقاء به حلماً ولأنّ الأحلام تأتي دوماً على مقاس قلوبنا سأختار حلمي بأن أكون تلك الدمية التي لا تقوى براءةُ الحبّ فيها على فراق الكبار.

بقلم: هدية الله حَمَر

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
قناع الخيبة
التالي
اعرف أكثر عن أسرار التفكير

اترك تعليقاً