مقالات ونصوص متنوعة

الأفكار/بقلم:صدام يحيى الدلباني.(سوريا)”نصوص نثرية”

_قد لانكون بتلك القوة التي نتصورها أحياناً، دائماً هناك حدٌ لجبروتنا.
لنتعمق قليلاً في أعماق أنفسنا ونحاول تأمل الآتي:
الأفكار والمشاعر هما شيئان معنويانِ أحدهما نتاج الآخر.
فالأفكار هي صراعات محتدمة بين مجموعة كلماتٍ يلقيها العقل بعد أن كونها من مواقف أو ذكريات أو حتى تنبؤات، ويكون لها ذلك الأثر الذي يسبب المشاعر.
مثلاً؛ فكرة المستقبل وما هو آتٍ من الأيام، يَنتجانِ من بعض الكلمات التي أغلبنا يرددها بينه وبين نفسه؛ ماذا بعد؟ ، سنصل أو لا ، ستحل أو لا، سنسعد أو لن، ويبقى عقلنا فترة وجيزة بين هل أو لا، وتنتهي هذه المعركة بسقوط الشخص في هاوية الحيرة مع صداعٍ يرميك باكياً أو شاكياً أو نائماً، وبهذا نرى أن فكرةً صغيرة قد يكون لها أثرٌ كبيرٌ في أرواحنا.
ولو غُصنا أكثر في الأشياء التي توقعنا في حيرة التفكير وإشغال العقل بما يلهب القلب، نجد أن تلك الكلمات، التي اتفقنا أن العقل يتفوه بها، هي نتاج فهمٍ خاطئ أو انطباع سيءٍ لشيء ما أو عقدة إيجاد الحلول.
مثلاً؛ أني الآن أعيش في وحدة معتمة مطليةٍ بضوءٍ رماديٍ مائلٍ للسواد، بين كتبٌ وأقلام. جالسٌ أنا والصمت مع دويّ الرعد، وأصوات حبات المطر تتخبط بالأرض، وتعطي نغماً تتراقص له أشباح الذكريات تارةً، وتبني هواجس جديدةً عن الغد القادم بهذه اللعنات(الأفكار) التي يلقيها عقلي في ساحة الصراع بينه وبين قلبي، هو(عقلي) يستمد قوة أسلوبه من تعاسة الأجواء حالياً. أنا في حالة من ازدواجية المشاعر، أشعر بالفرح والحزن معاً، وهذا بسبب مايكونه عقلي الباطن من حواجز مكونة من اليأس توّجدُ لدي عقدة في البحث عن حلٍ أو مهربٍ من زنزانتي النفسية، لكن رغم متانة الأصفاد التي أكبل بها، والمخلوقة بسبب رفض ذاتي لأن تحارب عقلي بأفكارٍ أقوة، قد يكون مفتاحي هو كوب قهوةٍ ساخنة.
أعني مهما اتبع عقلك أساليب دكتاتوريةً معك، تستطيع بتمردٍ منك ومن الحاشية(أجزائك المعنوية) التنديد بذلك الطاغية.

إقرأ أيضا:اللَّاوضوح..،بقلم:علي الرفاعي/سوريا

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
جرعة تفاؤل/بقلم:أمل جمال الطريفي.(الأردن)”نصوص نثرية”
التالي
عناق ، بقلم : سمراء ابراهيم

اترك تعليقاً