مقالات ونصوص متنوعة

أتعلم, بقلم :غادة عمر شعشوع”نص”

أتعلم ، في الوقت الذي انغمست فيه الفتيات بـحُبِّ المُتفتحين و المُتحضرين في مَنظورهنّ؛ كُنتُ دائمًا أستنكر قليلًا مِن إنفتاحيتهن الزائدة ، صحيحٌ أنّنِي لا أتوقع أن أقع بـحبِّ شخصٍ مِثـلك بكل هذه الروح الشرقيّة المُفرطة ، لكِنّنِي لم أَكُن لأرضى بهؤلاء عديمي الغيرة، أصحاب الأفكار الغربية الغير مُطاقة ! أحُبّ كُلّ نقاش بيننـا لا ينتهي إلّا بتمجيد كِلانا لـأفكاره المُخْتَلِفةِ تمـَامًا عن الآخر ، لعلّنَا لَـمْ نتفِق في شَيْءٍ إلًّا لـعنةَ الحُبِّ الّتِي تسَلّطت على كِبرِياءِ رَجُلٍ قوِيٍ مِثلك ، و أخضعت غرور امرأة عنيدةً مثْلِي ، أُحِبٌّ كـوْنِي أوّلُ فتاةٍ تستحوذُ علـى الغزَلِ مِـنك، عباراتكـ الّتِي تـَصُفها كأَنَّك تغوص بِهَا أعمـاقي و ترى ما شَحَّ في قلـبي لـ ترويه و تُنْبِتُ فيها مِنَ الحُبِّ بساتينًا و كأنّك الرّاعي لها مُنذُ سـِنين ، أُحبِّذُ عُقدةُ حاجبـيْكَ حينَ تنساب خِصلةٌ مِـن شَعْرِي خارج الحِجاب و كأنها جَدِيرةٌ أنْ تـَصِفَ لِـي ألف توبيـخةٍ بِـصوتك الخـشِن المُثـير ! عينـاك الصغِيرتان اللّتان أشعل السّوادُ غموضهُما في حلقةٍ بيضاء تتلألأ جمَالًا لـتجعل مِن عيناك مُعجزةً للجمال و الغموض معًا ، في كُلّ حـدثٍ قاسٍ يحدث، يراود النّاس اسمِك في أوّل صفوف الثّائِرين لِتحرِق قلبـي خوفًا عليك و تُنعشهُ حُبًّا مِنْ قُوّتك الّتي عشِقت ، فـِي نهايةِ كُلِّ نقاشٍ بيننـا أُحاول أن تصلك فِكْرة خوفي مِن كُلٍّ جُزءٍ مِن الثّـانية أعيشـه بِدونكْ، يستفزُّني ردّك المُعتاد: “يا طفلتي المُدلّلة ترضي نعيش خشمي لوطة نعيش راجل ولا نموت راجل ” شرقِيّ ذو كِبرياءٍ و رجولة مُفرطة كَيْف لا يهواه قلبي ! فِـي كُلّ مَرّةٍ حاولتُ فيها إقناعك بصيحات الموضة المواكبة كُنتَ تسخر مِنِّي بِشِدّة ، لـطالما كُنتَ تستحقر ملابس الرِّجَال المُزخرفة و المُوردَة و الّتي بها فتحات، أَوْ لعلك لـَمْ تنعتهم بالرجال بل ( أرانب ) كما أسميتهم ، الكـثِير مِـن الْأُمُور الّتِي أصحبت مُعتادةً في مُجتمعنا تنْبُذها بِشدّة و تصِفُها أنها لأصحاب العقول الفـارغة الّتِي تَتْبع وهي معصومةَ العينان ، أتذَكرُ مرةً حين دعوتك في مَطعم و كُنت، قد أخرجت، مَحفظتي لـأحاسب النّادل؛ رمقْتني بِنظْرةٍ لـن أنساها يَوْمًا، قُلت لي غاضبًا: ” معنداش بنات يدفعو فلوس ” ، كَمْ أنت شرقيُّ كـامل الدّسَم يا عزيزي ، حِيـن أغازل عينيْك، تتغيّرُ نبرةُ صوتك و كأنك تستنكر أن يُغازَل الرِّجـال و تُخاطِبُنِي ساخرًا :” القرد فـ عين قلبه غزال”، و كأنك لا تعلَمْ أنّ عيني لا ترى كائنًا غيرُك لِتُميّز أيّهُما القرد و الغزال أصلًا ، عِندمَـا يأخُذنا الحديث حيث الأذواق لَـمْ نتشابه و لـو لـِمرّةٍ حتّى ، حَتّى فِـي الموسيقى فنّانُك المُفضل أكرهُهم لـدَيْ ! كِيف لك بأن تستمع لـ صوت ميحد حمد و كلمات أغانيه الّتي لا أفهمها حتّى ! ترُدُّ عليَّ ساخرًا: “كـ إستماعك للكَئيبةِ أديل أو لعلّك تُحبينها كـونكِ ستُصبحين بطةً مِثْلُها يومًا ! ، أمّا عن حاجبـيْك المُلتصقيْن اللذيْن لَـمْ يهيم في حُبِّهِما غيري ، حين تثور روحك الشرقيّة فـينقلبان إلى شَيْءٍ ما يُخيفني حتّى تتلألأ الدّمعةُ عيني ، كُلُّ تفاصيلك القوِيّةِ أُحِبِّها أما غيرتك المُفرطة فقد عشِقْتُها حتّى عُقَدُ تفكِيرك تستهويني ، لعلَّنِي أستنكر إعجابي بِكلِّ هذا ،لكِنّنِي حتْمًا أسيرةً لِشباكِكَ أيُّها الشّرقيّ المَتِين


إقرأ أيضا:عمل سلطة التونا


Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
اقرأ حتى لو كنتَ تغرق ، بقلم : غادة عمر شعشوع
التالي
كيفية تتبيل الدجاج للشواء

اترك تعليقاً