مقالات ونصوص متنوعة

مطرقةُ الندم، بقلم: حياة ثائر جمال أبو غزاله “نصوص نثريّة”

|مطرقةُ الندم|

الساعةُ الثانية بعدَ منتصفِ الليل، الجميع غارقٌ في سُباتٍ بينما أنا هنا مع شبحِ النَّدم، كل ليلةٍ يزورني هذا الشبح لِيُذكِّرني، ويلومَني على ما لا أريدُ تذكُّره او فتحَ عَيني عليه، وكأنَّ هذا الشبحَ لا يعلم براكينَ الغضبِ في داخلي، ولا يعلمُ البساتينَ السوداءَ في عَقلي، يأتي لِيُذكِّرني أنَّني دميةٌ يحرِّكها الجميعُ كَما يشاء، آتٍ لِيُذكِّرني بأنَّني صاحبةُ جوهرٍ نَقي.

طيبةُ قَلبي آذَتني كثيرًا، إلى متى سأظلُّ أشعرُ في هذا الشعورِ الذي لا يطاقُ ولا يحتملْ؟
أحسستُ أنّي انسانةٌ مباليةٌ في كلِّ شيء، وأنا عكس ذلك فبياضُ قلبي من فتكَ بي.

إلى متى سأظلُّ في هذا الشعور الذي يسكنني؟
شعور يشعرني بأنَّني جثةٌ لا حول لها ولا قوة، خاويةٌ مشاعر لا مبالية لِتُصبح البلادةُ قَرينتي، حُقوقي تآكلت والصمتُ يسكنُ لساني، سؤال يعلنُ التمرُّدَ بِعقلي ويحرقُ قَلبي وتفكيرٌ يسرقُ مني أوزاني،
لما يفعلون هذا؟
يَستغلونَ نَقائي، مشاعري وحسنُ ظنّي يتسربونَ كَماءٍ من يَدَيَّ فَأنا ظمآنة.

إلى متى سأبقى صامتة؟
إلى متى سأمكثُ في هذه الحالة؟
فأنا انسانةٌ لا أحبُّ إلا الحبَّ والمودةَ للجموع بِأسرها، أخافُ عليهم كأمٍّ تخافُ على رَضيعها، من هبَّةِ ريحٍ أخافُ جُرحهم وأطمحُ لِجبر خواطرهم لكن للأسف وكأنَّني أسعى بين الصّفا والمروة لا إجابةٌ فيستغلونه بنقطةِ ضعف، يا لِحماقَتِهِم لا أدري من هو الأحمقُ بيننا صَفائي أمْ كَيدُهم؟
_________
Wr:◾Hayat Thaer

إقرأ أيضا:كُن أنت

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
لا أعلم ، بقلم : رغد مراد
التالي
دعاء الشفاء للمريض

اترك تعليقاً