مقالات ونصوص متنوعة

لا أعلم ، بقلم : رغد مراد

لا أعلم ما هو الإجرام الذي أقدمتُ عليه ليقدسوا فن تعذيبي بكل ما أعطاهم الله من قوة ضد قلبي الضعيف الذي يكتم دموع عيني بداخله ولا أدري إلى أي وقت سيستطيع تحمل كل هذه الإثقال التي لا تستطيع جبال العالم حملها!؟
لا أعني التعذيب الجسدي إطلاقا بل أقصد بهِ جحيم المشاعر الذي أهـُلكت فيه.
لربما من كلمة واحدة حد اللاوجع الذي لا يوصف، لربما بإهتمام يحرق قلبي ويطعن روحي لأبقى جسدا باردا من اللامبالة، لربما هي نظرة تُـبكي عيوني، تجهش خلايا الصمام لفؤادي بحارا لتغرقني في خيبة الهلوسات التي تصيبيني كسلاسلا من غل الحقد الجهنمي.
فاجعة تنهش بسمتي لتتلاشى معها ذكريات سعادتي.
كفى و ربُـ هذا القلب يكفيني، انا لست بحجر متصلب كما هو ظاهر لأعينهم، اما كنسمات الهواء الرقيقة تفضي إلى المكان بهجة ولكنها لا تلقى سوى المتاهة.
أريد العزلة وبشدة، أريد أن انظر إلى الفراغ لأفكر في اللاشيء في مالانهاية شُـتاتي.
أشعر بالإختناق وكأني مشتعلة يحيط بي التلوث من كل جانب حتى يدخلني ففعل.
لا يناسبني الحب فهو ليس كحلمي في فراش الأحلام الوردية وأنا أعلن الكفر بهِ بل أشد إلحادا عليه.
وحيدة كقمر بارق في سماء ليلة تزينها النجوم بثوب زفافها،كمؤمن يتهجد بالنوافل في غرفة دامسة الظلام يناجي ربه بأن يزيل همه.
أشعر كأني لا فائدة،كجثة هامدة،كملحد قضى عمره كافرا وفي نهاية عمره لحظة موته تاب إلى ربه ولكن هل سيفيده هذا وفي هذا الوقت؟!
الحياة تخنقني بقيودها والدنيا تضيق علي بعذابها وانا لا أعلم كيف استطيع السير مع هذا التيار لأنجو ولكني متأكدة بأني سأغرق في بحورها.
حتى في أحلامي تهاجمني الكوابيس كأسد يهجم على فريسته بلا رحمة ويقطعه أشلاء كما يفعل بي وليته فقط يرحم اهآتي.
الحياة تعذبني والأحلام تعذبني وانا في المنتصف لا أدري ما هو سبب عذابي؟؟
انا في منتصف الاشياء معلقة لا في السماء ولا في الأرض انا غير واضحة مشوشة وكأني شفرات سرية يحاول العالم فك ألغازها وكأنها قنبلة مؤقتة يمنع انفجار ما بداخلها.
سأغادر يوما ما وسأترك لهذا العالم فجوة من فراغ اللاإحساس وسيبكي المعظم على شيء لا يدركون ما هيته ولكن اما سأكون كالملاك الطائر بجناحية في الفضاء مغمضة عيناي وراقدة بسلام.
وهذه قصتي فمسك الختام.

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
فلسطين، بقلم: صالح ناصر بنات “نصوص نثرية
التالي
مطرقةُ الندم، بقلم: حياة ثائر جمال أبو غزاله “نصوص نثريّة”

اترك تعليقاً