خاطرة

دنيا من الأحداث ، بقلم : سالي محمد نصر

يومٌ مميز بالحدث قبل التاريخ..
استراحة قسم الولادة…
تمتمات هنا وهناك…
مباركات ودعوات أيضاً…
أحاديث لا تنتهي فالحياة مستمرة..
في زاوية هناك..
حزن يخيم على المكان..
كلام في البداية غير مفهوم..
تمتمات صغيرة..
أُمْ غير موجودة أصلا…
لابدَّ أنها في غرفة الولادة..
يبدو أنَّ لها فترة زمنية طويلة في الغرفة…
لا بدَّ أن حالتها كانت مستعصية…
من هؤلاء بالنسبة لها؟! ..
رجل جالس على المقعد تُهَدِئُه أُمُه..
عيناهُ متورمتان من كثرة البكاء..
صدقاً لأول مرة أرى رجلاً كان يبكي…
أُختُه بجانبه تقول أنْ إنا لله وإنا إليه راجعون..
لا بدَّ وأنَّ الجنين قد مات في بطن أمه..
كان آخر ما قالته قريبة له على هاتفها المحمول أن المرأة تريد رؤية طفلتها قبل الدفن إياكم وأخذها قبل أن تراها أمها…إياكم..
في زاوية بالمقابل لهم…
إمرأة تمشي رويداً رويداً…
لا بدَّ وأنها قد ولدت لبرهة..
أمها بجانبها حاملةً بين يديها طفلةً تبكي تارةً ثم تهدأ..
جاء رجل يحمل في يديه كيساً من الطعام وبعضاً من العصائر…
لا بد أنهم لم يتناولون طعام الفطور بعد…
إنه لذيذ للغاية..
يقولون أنها تشبه جدتها أم والدها…
إنها صغيرة للغاية تظن نفسها في رحم أمها بعد..
ضحكات هنا وهناك تملأ المكان…
ألم يقل لك الطبيب متى يمكن أن نخرج؟…
مكان واحد يجمع عدة حالات..
الفرح، الحزن..
الضحك، البكاء..
الأمل، الخذلان…
الراحة، التعب…
دموع الفرح، دموع الحزن…
التجهيز لمكان البيبي الجديد، تجهيز قبر الطفلة الميتة..
النظر للحياة، النظر للموت…
التجهيز لاستقبال الضيوف، التجهيز للعزاء…
هي دنيا من الأحداث إنْ سرها حدث سائتها أحداث…
الأردن

إقرأ أيضا:رحلنا، بقلم : جيفارة إبراهيم أبو حماد

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
أضرار الميكرويف على الأغذية
التالي
إحياءُ روح، بقلم: أحمد الخطيب، “نصوص نثرية”

اترك تعليقاً