تَسَنَّتْ لي الفرصة بأن أخطو صفحة جديدة في كتابي، صفحةٌ ذَرفتُ فيها الدموع وكأنها الحبرُ الذي أكتب به.
فَقدتُ قلبي في إحدى المدن، غابَ وانقض عن خيالي.
في ليلةٍ عاصفةٍ تشدو من مرَّ في طريقها، كان هو عائدًا من العمل صوتُ الرصاصات وطائرات العدو تُذرفُ فوقَ رؤوسِنا، قصفٌ ودبابات؛ اشتعلت الحربُ وهو عائدٌ إلى حضن زوجته، كان مُتعبًا يراودهُ النعاس فراودهُ النوم الأبدي.
فقيدي ماذا فعلتْ؟ تغرّبتَ إلى عالم الأرواح، ذهبتَ إلى عالمٍ آخر ومدينة أخرى وأناسٌ آخرون.
فماذا أفعل بهولِ المنظرِ والمسمع؟!
أقصُ رؤياكَ وأنا أشتعلُ حربًا ونيرانًا من داخلي.
كيف فرّطوا بحبيبي، كيف جعلوا من ابني يتيمًا وهو لم يقبل إلى الحياة بعد؛ غابَ ولم يعد.
أخذتَ قلبي معك لم تجفُ عيناي يومًا عليك فإفرح يا فقيدي فأنتَ شهيد وأنا زوجةُ الشهيد.
ها قد وُلد ابنُ الشهيد، نازعتُ رُوحي في إخراجه من جوفي؛ لكنني جاهدتُ لأبقى صامدة لأفتخرَ بابني ابنُ الشهيد.
فسلامٌ عليك يا حبيبي وعلى قلبك الذي تركني في منتصف الطريق.
Comments
0 comments
