خاطرة

كُـلٌّ منّا في فَـلَك

طيرٌ “يكُشُّهُ” العُمْر إلى أينَ يَذهب؟
وكيف اسألُكَ عَهداً بِأن تَبقى لي مَوطِناً وما الخيانةُ إلا سنَّةُ الثِقة؟

تِلكَ أجنِحةُ بؤسِكَ يا ابنَ حُزني، تَشتهي بُقعَةً من طُمأنينة لِتستقِرَّ فيها، او غُصنً رقيقً من أملٍ تستنِدُ عليهِ حينَ يحتضِنُها التَعبْ،
جناحُ عُمرٍ كهذا تتطايَرُ مِنهُ الأحزان، الفَقد، الوِحشةُ والإنتِظار الآ يَتعب؟
تأتي عليكَ لَحظاتٌ تودُّ فيها لو تنسَلِخُ عن هالتِكَ البشَرية المُفعمةِ بالمُعاناة، لحظةٌ تتمنّى فيها لو أنكَ شجرة، ثابتٌ ومُستقرٌّ على جانِبِ طريقٍ مَقطوع، مجرّدٌ من القلق والمشاعِر، لا تخافْ من المَجهول فكُلُّ شيءٍ باتَ مألوفاً، حتى نَسمةُ الهواءِ تعرِفُ موعِدَها، تزورُكَ الفُصولُ الأربعة في التوقِيتِ ذاتِهِ من كُلِّ عام، تعرف بدايةَ كُلَّ فصلٍ ونهايةَ الآخر،
انسانٌ مِثلُكَ كيف يعيشُ مع هكذا ألمْ بِدونِ فُسحةٍ مِن خَيال!
لَكِن!
ماذا لو نفِذَ خيالُكَ يوماً واختَفَت تِلكَ الأجنِحة وارتَطمتَ بأرضِ واقِعِكَ مغشيّاً عَليك، صَحَوتَ وجدتَ نفسَكَ في واقِعاً لا يُشبِهُكَ، لا يعرِفُكَ، لا يَفهمُك، بينما كُنتَ هائِماً في خيالِكَ تحتضِنُ خيبةَ امَلِكَ عِند كُلِّ صَحوة.
#مي محمد علاونة

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
نَهضَةٌ مِن جَوْفِ حًطامْ”
التالي
كُـلٌّ منّا في فَـلَك

اترك تعليقاً