مقالات ونصوص متنوعة

أنتِ أنا، بقلم: لارا ناصر جرايده

إلى نَديمتي القديمة،

بعد التحايا وذِكُر الله أودُ أخباركِ بأنني مُمتنةٌ لكِ أحرَ الإمتنان، عما قدمتيه لي قديمًا وجعلتيني عليه حاضرًا، فسبيلُكِ جعلني أدركُ بأنهم يعانقون الخُبث ويَمتهنون اللُئم، وحُزنكِ عَلمني كيف للإنسان أن يتجاوزَ ما يَشعُر به من أجلِ كرامتهِ؟،

وقسوةِ مُجاوريكِ مَنحتني الصبر على ظُلمةِ حاضرٍ بات مهجورًا قبل أن يُسكن.

لكِ حُب لا يُشبهُه حبٌ فأنتِ التي بها تلقيتُ الصفعة الأولى، والحُزن الذي هَشَّم روحي، وبها تجرعتُ كؤوس الصَبر كتجرُع مريضٍ لعقارٍ يُشفيهِ من نوباتِ أنينهِ، وبها هرولتُ نحو حُضنَ أمي باكية شاكية من عالمٍ تصورتهُ بصغريِ ورديٌ يكسوهُ الحُب، والتي بها تَعلمتُ دروب الحُب وسُبله.

فأنتِ التي لأجلها عانقتُ أمورًا وخِضتُ تجاربًا، قدستُ أماكنًا وكرهتُ أخرى، ناضلتُ لبقاءِ أشخاصٍ وتخليتُ عن آخرين، لأجلها غامرتُ بسباقٍ مع الزمن وتعلمتُ كيف السبيلُ إلى خطِ البداية؟ وكيف يكون الرجوعُ من بعدِ خُطى عديدة؟،

من لها وبها جازفتُ بأمورٍ كُثر يُخفى بِضعَها ويُنسى بضعٌ آخر، وما تبقى منها إما أن يُبكي حينَ تذَكرهِ أو أن ترتسمَ إبتسامةٍ ذات خجلٍ.

لا يَسعُني الآن سِوى قولِ: كنتِ ليِ خيرَ نديمةٍ وخيرَ مُجيرة، فاتمنى لكِ الثباتَ على حاضركِ وتذكري بأنهُ لا بأسَ من تغييرٍ به صلاحُ ذاتكِ واستمرارَ عطائكِ،

إقرأ أيضا:وصفة سريعة لنفتيح البشرة

فأنتِ أنا مهما تَعلمنا من مُحيطِنا، وفي عامِنا القادم سنرسلُ رسالةً لنَديمَتنا الحالية.

مع خالص محبتي لكِ نديمتك لارا.

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
فلسطين الحرة، بقلم: رزان محمود الأحمد
التالي
قصيدة بعنوان ربما بقلم فراس عبيد

اترك تعليقاً