عنوان النص: أبتي
عيناك يا سيدي سر مبسمي
وهي لي سعادة تسكن مهجتي
في كل مرة أرى فيهما بريق ساطع..
يضيء ظلامي ويبدد عتمتي
تتراقص حروف اسمك على فمي
فتضطرب أنفاسي
ويطرب بصوتك الشجي مسمعي
كلما تذكرت أيام الصبا وأيام صدق الصحب ولأحبتي
وكيف كنت أتلعثم في ذكرك
كما يتلعثم في نطق الشهادة الغريب الأعجمي
فلا أنا التي أتقن وصفك
ولاهو الذي يفقه في التلاوة بالأحرف العربي..
كبرت اليوم وكبر حبي لك ..
وياليتني ما كبرت يا أبتي
وبقيت صغيرتك تلك التي تسابق الرياح
وما كنت في الحقيقة سوى أسابق ضفيرتي
حيث كلما أوجعتني الحياة جهرا
ألوذ إلى حضنك الدافئ وأرتمي
أراك من بعيد متلحفا ببرنوسك
كما يتلحف على صهوة جواده الفارس العربي..
وعمامة بيضاء تغطي رأسك
كرمز للوقار والكرم
أسرع نحوك ..تارة اختبئ تحت جناحك
وتارة خلف ظلك احتمي
فأنت لي حصني المنيع
وجيش عنيد يحاصر قلعتي
بعطفك وحبك أرى نور الطريق واهتدي
وفي غيابك تلفح وجهي نيران دمعتي
فأنت أملي في الحياة وشعلتي
ها أنا ذا ليوم أقف أمامك سيدي
أحمل نفس صفاتك
بعدما كنت بالأمس أتعثر
حين أخطو خلفك في مشيتي
لأقول لك: بعدد شيب رأسك
وبأجمل أحرف لغتي..
أحبك..أحبك جدا يا أبتي
Comments
0 comments