مقالات ونصوص متنوعة

تحررت منه ” بقلم نور الله مشير عرجاني

نور الله مشير عرجاني

-تحررّت مِنه..
إنني اتعافى،
أشعر بعاديّتُه، لم يعد رجلًا مميزًا، ما عدت انتظر منه الرسائل كالذي ينتظر اللحظة التي يستعيد بها نفسه
لا يربكني صوته ولا سؤاله عن حالي، و ما عاد عطره يلفتني ولا لونه من مفضلاتي.
لا تغويني ابتسامته، و لا انظر اليها بشغف-افقد اللهفة- ولا اريد عودَتُها
لا وجود للأمان في حضوره ولا اثق و لو حتى بكلمةٍ واحدة من ثغره، لأنني لا املك القناعة بأن الاشياء المتاحة تنفعني او تناسبني-و هو مُتاحٌ للجميع بإسوء الطرق و اقلّها ثمنًا – أيّ انه يلهث و يسعى من اجل الاشياء المبتذلة.
اغنياتنا، هجرتُها منذ وقتٍ طويل، ما عاد الاول و الاخير في حكاياتي و احاديثي، ولا اكتب عنه في نصٍ ركيك حتى، لانه لا يليق بالاشياء التي تحملُ معنى.
ما عدت اغار، ولا يحظى بالانانية المفرطة تجاهه بعد الآن، أي لو رأيته يغازل او يتودد لأجمل النساء لن يتحرك مني ساكن،ما عاد يُعنيني، ما عاد حبيبًا لروحي ولا يشاركني في فؤادي و احلامي و لن يعود …
لا اراه شريكًا ولا درعًا احمي به نفسي من مرارة الايام و ثقلها ،لم يعد جهاز مناعتي ضد الرجال لأنه مُرحب بجميع الرجال إلا هو -الرجال فقط- إنني أتقيَّأه ، أتقيأ حبي الاعمى و استعيد عافيتي.
و انتصر،على سمٍّ كان في جسدي و تفاصيلي يُضعِف عقلي و يشتته، يُفسد فؤادي و يُفتتّه، يهدر دمعي لشدّةِ وجعه.
اصنع لُقاحي -الخاصُ بالحب- اول جرعاته تطوير ذاتي و ثانيها نجاحاتي و ثالثها ثقافةً في عقلي و خطواتٍ واضحة في مسيرتي،اتناول ثلاثتها صباحًا مساءًا و قبلُ نومي، و ازيدها لو جائني السمّ مُرتديًا ثوب الحنينِ و الشوقِ…
تحررَّت منه و حررَّته مني .
#نور_عرجاني

إقرأ أيضا:فوائد حجر الفيروز

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
خرافة عجوز ” بقلم شيماء علي أبو زور
التالي
الساعات تمشي ” بقلم آلاء نضال جميل

اترك تعليقاً