مقالات ونصوص متنوعة

انطفاء الروح بقلم سلام هيثم

-انطفاءُ روح-
اليومُ كالأمسِ والليلةِ التي سبقتها، كما الشهرِ الذي مضى، ولاأدرِ هل ستبقى هكذا سنواتي المُقبلة..!
لم أعُد قادرة على جمعِ فُتاتَ نفسي، لم أعُد أنتظرُ المواعيدُ بلهفة، وماعدتُ أبكي بتلكَ الحرقة، ها أنا ذا اضحكُ على آمالي المُتهشمة التي قذفَتها أمواجُ القدرِ إلى نارٍ في المنفى، أتخبطُّ في نفسي باحثاً عن طوقِ نجاةٍ كمن يُحاربُ ليلتقطَ أنفاسهُ الأخيرةَ لعلهُ ينجو، توسدتُ سريري وأسدلتُ الغطاءَ على وجهي رغمَ حرارةِ الجوِّ المُرتفعة، أتنفسُ هواءً مخذولاً ليخرُجَ ناراً مُتوّهجة، أمسحُ ماتبقى من بقايا أحلامِ تلكَ الطفلة التي مازالت بحاجة لقسطٍ كبيرٍ من النحيبِ الذي لن يُجدي نفعاً، أجوبُ في أحلامي تلكَ الأُمنياتِ التي نسجتُها واحدةً تلوّ الأُخرى قبلَ أن تتحولَ إلى رماد، شعورٌ لايشبهُ الإعصار، ليسَ بينَ الجنةِ والنار، ولا يكفي أن أقولَ عنهُ بركانْ، لم أستيقظُ من ثُباتي، مازلتُ عالقة في دوامةِ الهستيريا كالفأر الذي وقعّ في الفخ، سهامٌ مزقتني بلا رحمة، حتى النومُ باتَ كوابيساً مؤذية، أقفُّ على أقدامِ الآلامِ وقفةَ حدادٍ على أفكاري، وأُصلي صلاةَ الغائبِ عما كانَ في يجوبُ في خاطِري، لازالت تلكَ الدمعةَ عالقةً على أهدابي، استنشقُ رائحةَ خدي المُبلل بمرارةِ الأيام، تنطفئُ أنوارَ حياتي ليعتريني ظلامٍ دامي، وهل سيكونَ للنورِ مكانٍ بعدَ فقداني شغفي ونفاذِ طاقتي…!
كيفَ ذلك..؟
إنها حربي، أنا فيها القائدُ والجُندي، أنا العدوُ في نفسي، أرفعُ رايةَ الإستسلام بكلِّ سلام..

إقرأ أيضا:اهم المعالم السياحية في قرية تلال الكرز

-سلام هيثم طهماز-
سورية/حماه

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
اسئلة للاذاعة المدرسية عن مكارم الأخلاق
التالي
انطفأ السراج بقلم زينب عبادي

اترك تعليقاً