مقالات ونصوص متنوعة

دمشق الجريحة، بقلم: رانيا محمد البج

اليوم في دِمشق

أصبحَ رغيفُ الخُبز مُبلّلاً بالدُّموع.. مغموساً بالذّلِ، لا يشتهيهِ أي أحد..

اليوم في دِمشق

لا تطيرُ العصافير ولا الحمَامَات، غُصنُ اليَاسمين تلطّخَ بالدِّماء وشجرةُ الرُّمان والتُوت ماتَت إثرَ حربٍ مُؤلِمة دامَت عشرُ سنواتٍ قاسيّة.

اليوم في دمشق

ماعادَ الألمُ يُحتَملُ، إنّ حياةً واحدةً لن تكفي لِابتلاع كُلّ مُرّ هذا الألم!

النّاسُ في دِمشق أصنافٌ، فمنهُم مَن يموتُ ألماً ومنهُم مَن يموتُ جُوعاً وعطِشاً ومنهُم من يموتُ شوقاً وحُبّاً وأظنُّهُ أصعب أنواع المَوت..

اليوم في دِمشق

غيوم السّماء تُمطرُ جُرحاً وترعدُ حُزناً وتعصفُ ألماً..

يُجبرُ آلاف النّاس على ابتلاعِ غصّاتهم ودفنِ فمهم في مؤخرة وسادتهم لكي لا يُصدروا صوتَ صُراخهم..

الجميع في دِمشق يُعانونَ من حُزنٍ وجُرحٍ وهمٍّ وفقرٍ وعذابٍ وألمٍ.

الجميع ورُغم أُنوفهم، مُرغمونَ على التماسُك في وجه كُلّ هذا الخراب لكي يتجاوزا هذه المِحنة الصّعبة..

اليوم في دِمشق

يمشي الرِجال مُنحنيّن الرأسِ وَ الظهر، يحملونَ فوقَ أكتافهم همّ العُمر..

وجميع النّساء يقومونَ بإنتزاع قماشة من أثوابِهم ليُحاولوا بها مسح بُقاعِ الدّمِ المُنتشرة في أرجاء الوطن..

والصّغار

يُحاولونُ إحاكة جروح قلوبِ آبائِهم الذين أرهقتهُم حرب هذه الحياة..

إقرأ أيضا:متى بدأ كأس العالم

في دِمشق

ذبُلت زهرةُ جميع الشَباب..

ضَاعت الطُفولة..

كبُرنا باكِراً إثرَ سواد الحربِ والخوف..

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
شريعةُ الغاب، بقلم: براء ادريس العمري
التالي
بحث جاهز عن تخطيط العلاقات العامة doc

اترك تعليقاً