مقالات ونصوص متنوعة

“ضَياع” بقلم: شهد المساعيد

وأَنت أيُّها الظَّلام لم تنصفني أيضاً،مُنذُ حُلولك تتثاقَلُ طبقاتُ الأَرقِ على لُبِّي،تُبقيني و دمعي ونارُ شوقي.

ليتني أعودُ لما كُنتُ عليهِ في أيّامي السَّالفة،ليتني أستطيعُ إنقاذُ نفسي وروحي البائسة.

آهٍ مِن مُهجتي التِّي تُأرقني وتسفِك برأسي حتَّى تنسكِبُ دموعي على وجنتايْ إِلى حدِّ غَرقي واختِناقي.

يبدأُ صباحي مُهترِأً يُعاني آفةِ الفقد مُجدَّداً،يُعانِقُ غرفتي إلى أن يحتضنُني مُرسِلاً لعيني أشعةِ الشمس بيداهِ ومِن خلف النَّافذة،يسعى جاهداً أن يجعلني أفضل مِن الَّذي أنا عليه.

ثوبي أصابتهُ علَّةُ الغُمَّة هجرتُه إِلى أن باتَ رثّاً كالسَّقيم،أخذت يدايَ تقبضُ ثوبي الأسود في كلِّ مرةٍ وتهجرُ ما تبقَّى من ثيابٍ زاهيةٍ.

كم أَنا تائهة،كم عليَّ أن أصبرُ على نفسي التي أُصيبت بداء الوَله هذا!

أعودُ مِن جديد ونفسي وألمي وحُزني وروحي المُتمَرمِرةِ هذه لأصنعَ من نفسي أعجوبةٌ لا يُمزِّقُها أبلاً،أعودُ أَلمَّ شَملَ قُوتِّي وبأسي،أسيرُ لِأصل زاوِيةَ هدفي وأَرقدُ هناك،حيثِ لا ألمٍ ولا فِقدٍ ولا ضياع،حيثُ خطَّ النِّهاية الَّذي سيعيني على قلبِ حياتي وأيّامي السَّوداءُ هذه.

علَّني أَستعيدُ ما كنتُ عليه،علَّ الهُدوءَ يزور وِسادتي ليلاً ويحتضِنُني إلى حدِّ التَّغمُسَ بي.

ضوضاءٌ حادةٌ تُقيم في أيسري،باتت ناري رماداً وكِدتُ على وشكِ إعلانُ هزيمتي واستسلامي لسيِّدي اليأس،كم لبثتُ على وضعِ التَّشرُّد والإكتفاءُ بنفسي التي تسقيني سُمَّاً يقتُل أحشائي ببطء،على عُزلَتي الَّتي في كلِّ ثانيةٍ ذهبتُ أفتقدُ من سيفتَقِدني ويبقى جانبي إلا أن أغدو عظاماً،الَّتي خَرقتُها بالإنتظار الَّذي لا جدوى مِنه.

إقرأ أيضا:لتقوية عضلات باي وتراي للنساء

سأعودُ إلى سريري ثانيه،وأُحادثُ نفسي وأُحدِّق بعينايَ جيِّدا،سأشكو وأبكو إلى أن يطفحَ الكَيلِ والمِكيالِ معاً،سأبقى أُثرثِرُ وأبكي إلى أن تحتضنُ اليُمنى اليُسرى وتُخبرها أَنني مِنّي إِليْ،أَنَّني للجميعُ ومعهُم بحُزنٍ وفرحٍ ولِوحدي،أنا رَفيقُ نفسي وصِندوق أَسراري،وعشيقُ نفسي وكَتِفٌ ثابتٌ لا يميل،وعُكازٌ عاهدني بالإِستقامة والمسيرُ معاً إلى ما نهايةٍ.

٢١-١١-٢٠٢٠

٦:٣

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
نهاية الإبتلاء، بقلم: زين فيصل العمري
التالي
نِصف حياة، بقلم: إيمان بدير الأشرم

اترك تعليقاً