مقالات ونصوص متنوعة

شتاء دافئ، بقلم: ميس الريم سامي زريقات

كانَت حبّاتُ المَطر تتَسابق لدخُولِ الغرفةِ، يتبعهَا وابِلٌ منَ الهَواء، البَرق يضيءُ السّماء، والمدفئة تضفِي ألفةً علَى الأجوًاء، نظرتُ للسّماء كانَت مكفهرّة يشقّها المطر بشراسة نافثاً السّتائر بقوّة لداخلِ الغُرفة، أصواتُ أمّهات تصرخُ على الأطفَال، وأطفالٌ تهربُ من الأمّهَات، كانَ دخولُ الشّتاء هذهِ المرّةٍ قويّاً، لكن علَى غيرِ عادتِي لَن استقبِل الشّتاء بنزلةٍ بردٍ قويّة، ولَن اسمَع صراخ أمّي داعيةً إيّاي للداخِل، لَن تَتبللَّ جواربِي، ولَن احتًاج لمظلّة، لَن استمتِع بدفء المدفئة لأنّني في هذَا الشّتاء سأكونَ دافئاً للحدّ الذي لَن أحبَّ فيهِ الشّتاء، راقبتُ دخولَ المطرِ للغرفة صراخَ الرّعد ينَادينِي للخُروج، ولكنّني هنَا في هذهَ الغُرفة لَن أبرحَ مكانَي،

فجأةً دخلَت أمّي للغرفةِ غاضبة، أغلَقتِ النافذة، أسدَلت السّتار، وزَادتِ النّار حطباً، اقتربَت منِّي تلمّست أغطيتي وجوَاربي كانَت مبلّلة، أحضَرت أغطيةً وجواربِ جديدة وهي توبّخنِي : لماذَا لَم تنادِني لأغلقُ النّافذة، أأعجبكَ ما حلّ بغرفتِك، هكذا ستمرَض،

(أمّي لن أمرَض أنا لا أشعرُ بالبرد)

خبّأت دموعها عنّي وقَالت: مَن قال ذلك؟ دع عنكَ هذهِ التّهيّئات

(أمّي لا تبدّلِي جواربِي، أنَا لا أشعرُ أنّها مُبلّلة)

نظرَت لي وهي تسقطُ دموعهَا وقالَت: لقَد بدّلتها مسبقاً ألم تشعر بتبدليها ، ألا تشعر بقدميك ولو قليلا ً، ألا يؤثر فيكَ العلاج مطلقاً؟

إقرأ أيضا:هل شركة اكسنس نصابة ؟

(أمِّي، لا تبكَي، أرجوكِ أنا بخير، انظرِي لي ربّما لن أمشي ولكنّني بخير، يكفِي أنّني سأقضَي الشّتاء بدفء، فهذَا الشّتاء سيكون دافئاً، دافئاً جداً، صدّقيني)

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
شوق يلاحقني، بقلم: سـاره شهوب سيور
التالي
وَدِّعيني، بقلم: براء عبدالله ميادمة

اترك تعليقاً