مقالات ونصوص متنوعة

ثُمّ يا بُني، بقلم الكاتبة: سيدرا عبدالرؤوف حيلاني

ثم يا بني..
جميعنا خُلقنا من طينٍ خُلقنا بأشدِّ لين
نلتوي حينَ يُضربُ علينا و نَقسى حينَ نُهمل ،
حياتنا عبارةً عن مجموعةِ لحظاتٍِ
نمرضُ و نفشلُ و ننجحُ و نشفى و نفارقُ و نصادقُ و نعملُ و ننامُ و نستيقظُ
ولكن عليكَ أن تُدركْ يا ولدي، هناكَ اشياء ثقيلةَ يصعبُ حملها في قلبنا الطينيّ
اشياءٌ نرميها على قوالبِ الأغاني و القصائد و الشرود
ولو نُقرَ على شغافِ قلبنا لرأيتنا بين حبات الترابِ نرتعُ ونلعبُ معها
لذلكَ نُبقيها معنا في لحظاتِنا و في تفاصيلِنا
نحملِها في لحظاتِ غفوتنا و صحوتنا و عملنا و فراغنا و رحلاتنا
و تتسربُ من داخلنا على شكل دمعٍ قاسٍ مالحٍ لا يستطيعُ البحر احتمال ملوحتهِ او على شكلِ نوبات بردٍ في شهر آب و لربما تخرجُ بعرق كثيف مزعج يرافقه الارتعاش

يا ولدي إياكَ وأن تكون متقلباً كالموجِ
أعلم أن أشيائك الثقيلة إما أن تتجسدُ على هيئةِ سماء فيتلونُ بحرك بذاتِ لونهِ
أو إنها تتقنُ فن الرياحُ فتأخذُ امواجك حيثُ تريدُ.

سيدرا عبد الرؤوف حيلاني

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
أخرجتكِ من داخلي، بقلم: ناصر يحيى”خاطرة”
التالي
الموضوع عن ذاكرةٌ من وحي الخيال

اترك تعليقاً