مقالات ونصوص متنوعة

لقاء جنائزي بقلم ملك ياسر ابو سليمة


لقاءٌ جنائزي

خمسُ سنين من الفراق ،خمسُ سنين من التضحية تنتهي برسالةٍ منه …سألقاكِ غداً!
رسالةٌ احتضنت ثقل تلك السنين ،وأخيرا سأحضنهُ بحنين
أمضيتُ اللّيلَ بلهفةٍ لا تحتملُ لقاءه
دقتِ الثامنةُ صباحاً.. إنهُ ميعادُ طائرتي
بل هيَ مِرسالُ حبي …وُجهتي…وقضيتي
سفرٌ لا يُشبِهُ روزنامةَ سفري…سفرٌ للقاءِ حبيبي!
ها قد وصلتْ
دقاتُ قلبي مثلُ صوتِ زخاتِ المطر
مثلُ صوتِ حفيفِ الشجر
بل مثلُ صوتِ الشوقِ الخائف..
أبعدُ الآن عن منزلهِ ثلاث خطوات
في كلِّ خطوةٍ مسيرةُ ألفِ عام
ثلاثُ خطواتٍ لألقاه…انظرُ في عينيه…أشمُّ ريحه
البابُ مفتوح! على كل حال سأدخل ، فلهيبُ شوقهِ أتعبني
انتظرُ قدومهُ بفارغ الصبر…فقد طال الفراق.!
حبيبي هل أنت هنا؟!
لماذا البيتُ حزينٌ هكذا!
جدرانهُ…أثاثهُ…حتى أسقفهُ قد عمّها الصمت
قلتَ لي سألقاكِ غداً ! ماذا جرى وماذا حصل؟!
قلتَ لي في هذا المكان ! سيكونُ لكِ الحبَ والحنان!
ألعبةٌ من ألاعيبك؟! أم مفاجأةٌ من تراتيبك!؟
على كلِّ حالٍ سأجلسُ أنتظرُ قدومك ، ستأتي أليس كذلك؟!
انتظرتُ حتى ثملت عيناي ..ولا أجد عندي سواي.
انتظرتُ بفارغِ الصبر…ولا أدري أنّهُ في القبر
فلما رأيتُ السماءَ أمطرت ،والرسائلُ تكاثرت
رفعت يديَّ للسماءِ وقلت ،إذا رحل فاجعل رحيلي قريب،وإذا بقى فاجمعنا واجمع كلَّ حبيب
رسالةٌ جديدة..دقةُ قلبٍ صديدة…خوفٌ قاتل
والناسُ تكاثرت في المنزل
سرتُ ببطئٍ نحوهم…قلتُ لهم…أيا قومُ ما بكم!؟
أهي وليمةٌ أم لكم عندي حاجةٌ!
فحنّو لي وبكو…بل نظرو لي ورثو..قالو يا فتاةُ سلم عمركِ
إن الذي انتظرت قدومهُ….بالأمس كان هنا ….واليوم قد رحل
اليوم قد رحل!!
قد غابتِ الشمسُ والقمر
واختفى الحبُّ واندثر
قد لاحتِ الأُكفُ وداعاً يا رفيقَ العمر
في هذا الطريقِ قلتَ لي سنسير ، والآن أسيرُ في جنازتك
وداعاً يا رفيق العمر
لم أدري أني في القبرِ سألقاك
ولكن!
ها أنا في القبرِ ألقاك ..أُقبِّلُ يداك..أدعو ربي بالجنة ألقاك.

إقرأ أيضا:

ملك ياسر ابو سليمة
_فلسطين

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
ارحل لا تبقى بقلم – سالمة الطاهر أحميد
التالي
عالم الوهم ( الشيزوفرينيا )بقلم رزان محمود ملكاوي

اترك تعليقاً