خاطرة

اضطراب مهجتي بقلم _رواسي حسين إعشيبه

(إضطراب مهجتي )

لازلت استيقظ فزعةً من نومي وخائفة وكأن ذلك الإصطدام يحدث في هذه اللحظة بذاتها ، لم يفارقني في كوابيسي صوت صرختي حينما كان زوجي يحاول تغيير إتجاه السيارةِ حتى لا تنصدم مع تلك الشاحنة اللعينة .
لم يقتضي الأمر بحادث سير وبعض الأضرار فحسب بل قضى على مستقبلٍ كان قد بدأ يزهر لتوّه.
تفتت أحلامي إلى أشلاء متناثرة مع ذلك الزجاج الذي تطاير في الأرجاء .
فعندما استيقظت من غيبوبتي تِلك أخبرني الطبيب برفقة أحمد أني قد خسرت جنيني الذي كنت بإنتظاره ، حينها لم أقدر على النطق وكأني قمت بإبتلاع الحروف بجوف حُنجرتي فكانت صرخاتي مكتومة ودموعي ليست بالمالحة بل حارقة على وجنتي ،
ولازال أحمدٌ يربت على كتفي بحُنوّ على الرغم من حزنهِ الشديد أيضاً إلا أنه يعمل جاهداً ليخفف من وطأة الحزن الذي يعتصرني ، لكنها عيناه تحاول الهروب بعيداً عن أعيني فكثيراً ما شعرتُ بأنه يخفي أمراً ما عنّي ؛ ليؤكد لي الطبيب ويبرهن حدسي الذي تمنيت لو أنه لم يكن بمحلّه فبعد عدة أيام و بعد أن تحسّنتُ قليلاً ، أخبرني بأنهم قد استأصلوا لي الرّحم حفاظاً على حياتي وأنهم حاولوا جاهداً أن يكون هذا الحل الأخير إلاّ أنه لم يكن بوسعهم غير الذي قد حدث .
كل كلمة قالها كانت كالسكين الحاد ينغرس في قلبي ، فقدت قدرتي على تحمل كل هذا العناء الذي آتى ضربةً واحدة ، وبقيتُ لأيام وأنا على المهدئات لكي ترى أعيني النوم .
يتوجّع قلبي في كل مرة أدخل فيها إلى الغرفة التي سبق و جهزتها بكل حب وتأني لمولودي المنتظر ، وفي كل مرة يراني فيها زوجي هكذا يزداد صوت تأنيب الضمير داخله وينهش الندم روحه الطيبة ، فيعتذر مني ظنًّا منه أن لو لم يجعلنا نخرج في تلك الليلة لما تكبّدنا كل هذا العناء ، لكنه ليس بوسعنا إلا حمد الله في سائر الأحوال فلا سيماً أنه يختبر صبرنا على ما حدث .
فقد انكسرت غصون أحلامي التي تمنيت لو أنها أكملت طريقها ، إلا أنني مازلت أحاول كثيراً في المحافظة على ما تبقى من خيوط الأمل داخلي ، أستنجد بها كقشّةٍ لا أريدها أن تضيع بتاتاً .
_____
_رواسي حسين إعشيبه /ليبيا

إقرأ أيضا:حفل توقيع كتاب: وانبتت من كل زوج بهيج

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
وحيدة بأله بقلم رنيم محمد عبيدات
التالي
صفاتي بقلم زلفى فؤاد سودة

اترك تعليقاً