مقالات ونصوص متنوعة

السبابة

بعنوان (السبابة)..

لا أشعر برغبتي في الحديث، الحروف تتزاحم في حنجرتي وتنفخها كبالون دم، حروفي ستولد مشوهة وما تلبث أن تفارق الحياة، فلا خداج يسعفها في هذا العصر البلاستيكي.
كل شيء قابل للذوبان وللإستهلاك، كل شيء يستعمل مرة واحدة، وما يلبث أن يفسد بعد أول تجربة، حتى الحياة أصبحت مدخلٌ واحدٌ ضيق، يسلكونها البشر مطأطئين رؤوسهم؛ لأن السقف منخفض، أن رفعت رأسك ينزف دمك نتيجة الإصتدام، وأن خفضته أكثر تخنقك رائحة الأحذية، لتعيش يجب أن تتوازن حتى لا يصتادك الفخين.
يمنع في العصر البلاستيكي تربية الأجنحة، حتى لا تكتشف العصر الحديث وتتطور، فمن سيستهلك البلاستيك المصنوع خصيصاً لأمثالك، وأن ربيت جناح خفية وآتيت بفكرة تطوير، يتهمونك بالجنون حتى تنتف جناحيك بيديك.
دوماً أتسائل ماذا يخبئ لي غداً!!، وأفشل بالتحليل، فنظرتي تعجز أن تخترق الضباب، يوماً فكرت أن أكتشف ما خلف الضباب باللمس، وحينما مددت يدي رجعت دون السبابة، لقد أكلها فم الوعي، سمعته يقول: لن تبلغني دونما ألم، فهذا الأصبع عربون شهادة.

خالد مفلح بني خالد
5:00 مساءاً
24/9/2020

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
طريقة عمل الكيكة العادية الهشة
التالي
متى يعرف الطفل الرضيع اسمه

اترك تعليقاً