مقالات ونصوص متنوعة

أَحُدُ عِبادِ الله

قيلَ في يومٍ أَنَّ أَحدَّ عبادِ اللهِ قَدْ أَرهقَتهُ الدُّنيا وتَّكاثفتْ الهُمومُ في قلبه ، لَمْ يَجِدْ من الخَلقِ على الأَرضِ مَنْ يُنصِتُ إليهِ ويَشرَحْ لهُ صَدرَهُ.
عادَ لِمَنزلهِ خائِبًا، مُتعبًا، مُتاثِقلًا من الدُّنيا، جَلسَ في زاويةِ غُرفتهِ يبكي كما لَوْ أَنهُ طِفلْ.
ريحٌ قويه دخلتْ من النافذة أَجبرتهُ على الإِلتفافِ بوجههِ يُمنةً، وإذْ بِهِ يرى كِتابًا ينيرُ مَكانهُ ألا وهو “القرآنُ الكريمْ “، إِتجهَ إليهِ بَعدَ أَنْ تَوَضَأَ حملهُ وقابلَ القبلة بدأَ ب” أَعوذُ باللهَ من الشيطانِ الرَّجيم “، ثُمَّ بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمْ وأَكملَ وإِذْ بآياتٍ صادفت فؤُادهُ كَانتْ وكأنها رسائِلُ من اللهِ لعبدهِ كَيّ يَهدأَ ويفرَحْ فكانت اَولها :
قال تعالى :{قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجهِكَ في السَّماءِ فَلْنُوَليَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها فَوِلِ وَجْهكَ شَطرَ المَسجدِ الحَرامِ وحيثُ ما كُنتم فَوَلُّوا وجوهَكُمْ شَطرَهُ وإِنَّ اللَّذينَ أُوتُوا الكِتَابَ لِيَعلمونَ أَنهُ الحَّقُ من رَبهِمْ وما اللهُ بِغافلٍ عَمَّا يَعَلَمون } ( ١).
فإبتسَمتْ روحُهُ عِندما مَرَّ بالثانية :
قال تعالى : {مَا نَنْسَخُ مِنْ آيَةٍ أَوْ نَنْسَها نَأْتِ بِخيرٍ مِنها أَوْ مِثْلِها أَلَمْ تعْلَمْ أَنَّ الله َ على كُلِّ شيءٍ قَدير } ( ٢).
وتوَّهجَ فؤادهُ في الثالثة :
قالَ تعالى : {وأَقيموا الصَّلاةَ وءَاتوا الزَّكاةَ وما تُقَّدموا لأَنْفِسِكُمْ مِنْ خيرٍ تَجِدوهُ عِندَ اللهِ إِنَّ اللهَ بما تَعمَلونَ بَصير }( ٣).
وإِستعادَ القُوةَ مَعَ الرَّابعة :
قالَ تعالى :{ وللهِ المَشرقِ والمَغربِ فأَينَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجهُ اللهِ إِنَّ اللهَ واسِعٌ عليمْ } ( ٤).
وأَيقَنَّ أَنَّ لا مجالَ للمُستحيلِ في قَلبِ مُسلمْ في الخامسة :
قالَ تعالى : { بَديعُ السَّماواتِ والأَرضِ وإذا قَضَّى أَمْرًا فإِنَما يقول لهُ كُنْ فَيكون } ( ٥).
ثُمَّ خَتَمَ ما بدَأَ ب “صَدَّقَ اللهُ العَظيمْ ”
فرَفعَ يديهِ للعظيمِ داعيًّا شاكِيًّا باكِيًّا ذَليلًا قائِلًا : يا عظيمُ مَنْ لنا سِواكْ مُنَّ علينا بالراحة والإِستجابة، إِعفُ عنا وإِغفرْ لَنا فما نَحنُ سوى بَشرٌ خطائون تائبون عائدونَ إِليكْ وحدكَ لا شريكَ لَكْ تَقَّبَلْ عودَتي وإغفرلي وكُنْ معي.
وكَأَنَّ حديقَةً من الزَّهرِ تَفتحَّتْ في قَلبهُ.
فالقُرآنُ ربيعُ القلبِ ومنجآةُ الروحِ.
#Sara_Alhammad
(١) -سورة البقرة آية ١٤٤ الجزء الثاني .
(٢) -سورة البقرة آية ١٠٦ الجزء الأول.
(٣) -سورة البقرة آيه ١١٠ الجزء الأول.
(٤) -سورة البقرة آية ١١٥ الجزء الأول.
(٥)-سورة البقرة آية ١١٧ الجزء الأول.

إقرأ أيضا:مدينة التلال السبع

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
لِنَبدَأْ الكِتابةَ مُجَدَدًا
التالي
إنها بريئة جداً، بقلم: ايمن ناصر غرايبة

اترك تعليقاً