خاطرة

لعبةُ القدر، بقلم: حنين سعيد الخطيب

 

كان كأول قطرة غيث بعد سنين عِجاف،

ك أول كلمة ماما من طفلٍ متلعثم الكلام،

ك سيفمونيّة هادئة في شتاءٍ غزير،

لطالما قادهُ الحبُ لفعلِ أشياءًا جنونيّة من أجليّ ولكنني حينئذٍ كنتُ إمرأةً عمياءً صماءً، لم أبالي يومًا لتلميحاتهِ ولم أكترث لدفءِ كلماتهِ، ولا ل لمعان عينيهِ ولا حتّى لإزدياد تقوس شفتاه عند التحدث معي، دائمًا ما كنتُ أهربُ إليه، كانَ ملجأَ أحزاني وأسراري وحبيبُ ضحكاتي،

ولكنني لم ألاحظ تمتماتِ العشق هذه رغم وضوحها كوضوح القمر في ليلةٍ حالكة لكنني عُميّتُ عنها ،

كنتُ أظنُّ إنهُ مجردُ صديقٍ وغفلتُ عن الآية القرآنيّة (إنّ بعض الظن إثم) حسبيّ على ظنيّ.

لقد تحسستُ ذاك الحب متأخرةً ، وأدركتُ أيضًا أنني مغرمةٌ به حد الجنون، ولكن بعد فوات الآوان، بعدما فقد شغفه وأمله تجاه ذاك الحب، بعدما أطفئتُ نيرانَ حبّهِ ببروديّ اللامقصود ذاك

 

أحبنيّ ولم أدرك ذلك وعندما أدركتُ كان شخصًا آخر.

لا أعلم حقًا أأنا أُعاقبُ على فعلتيّ بغضِّ النظر عن تلك البدايات الجميلة أم أن القدر يُلعب معي لعبةً مجهولةَ المصير تارةً يُلقي بي لشواطئ الحب وأخرى لفراقهِ ؟

 

في كل ليلةٍ يعضنيّ قلبي ، وتستمرُ عينايّ بالبكاء ندمًا وحسرةً و لا يتسع هواءَ غرفتي لإلتقاطيّ الشهيق والزفير،

إقرأ أيضا:طريقة عمل خبز شباتي

أصبحت تلك الغرفة و اللياليّ ثقيلةٌ على قلبيّ، ثقيلةٌ جدًا.

 

ولا أعلمُ حقًا ما نفع الركض دام إنَّ الطريقَ مغلق! وما نفع ذاك الحب بعد أن دمرتهُ بنفسيّ .

 

و رغم فعلتيّ الحمقاء تلك، ورغم كثرةِ النساءِ من حوله وتوددهنَّ إليه أماميّ ودون أيّ إكتراثٍ لحبيّ إلا أنه ابن قلبيّ ومدلل روحيّ.

 

ها أنا ذا قد وقعتُ مجددًا في دهاليزِ القدر وتركتُ أمري واستسلمتُ له بأن يُصلح فعلته ولعبتهُ و يحيَّ ذاك الحب مجددًا.

 

تسعةُ وتسعونَ مرةً يسكنُ الكره في جوف قلبي وفي تمام المئة اللهم حبهُ.

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
يَا قدسُ عيدُكِ، بقلم: سندس محمود محمدين
التالي
أحاسيس منتصف الليل، بقلم: بيان محمد الصمادي

اترك تعليقاً