مقالات ونصوص متنوعة

زيّنَ المَكان، بقلم: رانيا محمد البج

زيّنَ المَكان ببالوناتٍ سوداء ووضعَ على منضدة العَشاء شمعتين تذوبان مع أصابعي شيئًا فشيئًا وإلى جانبهُما وضعَ كوبين مُمتلئين بالدموع والكثير من النَدم.

وطبقًا من حساء الحقدِ والكُرهِ والقليل القليل من الحُبّ ..

ثمّ دعاني لِلجلوس على الكُرسيّ المُقابِل لِكُرسيّهِ.

كُنتُ أرتدي ثوبًا مُفعمًا بالبُكاءِ والدُموع، مُطرزًا بالأشواك، يُحيطهُ من جوانبهِ قطعة دانتيل لونها أحمر قاتِم كالدَمِ اللّزِج، أسدلتُ شعري الطويل خلفَ ظهري المُحمّل بكُمٍّ هائلٍ من الأحزان والهُموم..

نظرَ إليّ بطرفِ عينيه ثمّ هتفَ عاليًا وصرخَ بصوتٍ يملأهُ الأرجاء: لِنفترِق!

ضحكتُ لشدّة الألَم، تجمّدَ قلبي، زارني بردُ الشِتاء، أخذتُ أحتسي كوبَ الدُموع على عجلةٍ، شهقتُ، تألمتُ، شعرتُ بأنّ سكينة غُرزت في قلبي.

زفرَ، أخذَ شهيقًا وأكملَ: أنتِ سببُ الانفصال، أنتِ!

انطفأت لمعة الحُبّ من عيني.

حتى الأضواء والأنوار كلّها انطفأت من حولي.

ما عُدتُ أرى شيئًا، ما عُدتُ أرى سِوى أصابع اتهاماتهِ وهي توّجهُ نحوي، ما عُدتُ أُبصرُ إلّا ملامحه وتعابير وجههِ الحزينة والمُرهقة، ما عُدتُ أسمعُ أي صوت عدا صوت صُراخهِ وشتمهِ وعِتابهِ

وصوت إنكسار قلبي وتحطُمهِ أخيرًا.

 

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
الحب والحرب، بقلم: ابتهال فواز خليليّة 
التالي
فصل الحُب، بقلم: سبأ وليد صبيح

اترك تعليقاً