مقالات ونصوص متنوعة

رُكنيَّ البائس، بقلم: لارا ناصر جرايده

وها هو يبتسمُ لي بعد مضي ثلاث سنين على انكساري الأول بين يديه، احتضنني بقوة لا تشبه سابقتها، قَبَّل يداي وقال هيا افرغي ما بكِ، تجردي من ذاتك أمامي ولا داعي للخجل، لا تكترثي فهنا لن يراكِ احد، طمئنني حديثه العذب وكيف لا اطمئن؟

وهو أول من رأى عيناي الذابلتان، ووجهي المكسو بالآهات، من سمع انين قلبي المطفئ، وشَّعر برجفة يداي اللتان انهارتا بعد ما بتُ بين قبضته.

فمضيتُ اذرف الدمع حينًا واشهقُ الشهقات حينَ دونما النظر في عيناه، وبعد ساعتين من هطول المطر الذي شكلته حرقة قلبي المُكوى على يداه وفي حُضنه المُلتهب خاطبني بلهجةٍ حازمة،

ما الذي اتى بكِ هنا؟

ألم نتفق بأنه لا إنكسار بعد ذلك اليوم؟

ألم أقل لكِ بأن من يحمل قلبُكِ سَيعود لاحضناني؟

ما بكِ تُراهني على زمنٍ نصيب الرجل من رجولته فقط في بطاقتهِ الشخصية؟

ألا ترين بأن موعد عودتك هو ذاتْ الشهر الهجري؟

أكنتُ تحُبينه ووثقتِ به أكثر مني؟

هيا كما فعلنا في المرة الماضية انهضْي وكأن شيء لم يكن، وتذكري،

بكاؤكِ هذه لن يتكرر لأنكِ افرغتي فحواكِ الآن ولأنكِ الأقوى، سيعود يومًا ما مكسورًا يبحث عن بقايا حُبك، سيراكِ بجميع من هم حولهُ، ستكوني لظى قلبهُ، وبأن من تَحمل طُهرك وخبثك لن تحيا حياةً هنية.

إقرأ أيضا:شبهي الاربعين،بقلم:‎نيڤين حسن الدريدي‎

هكذا هو رُكني البائس يَحتَضِنُني ويسمتعُ لي ومن ثم يَبثُ الطاقة بجوارحي كي استمرُ مُضيًا،

يداويني رُغم أنه جِدارٌ من طُوب وأسمنت.

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
قوية رغم عنك، بقلم: حلا الحويطات
التالي
كلمات، بقلم: ملك رائد القيم

اترك تعليقاً