وراءَ المنظارِ…~
كانَ ينظرُ من وراءِ المنظارِ للناسِ كيفَ يفشلونَ وينجحون، يسقطونَ ويرتفعون، كان دائماً يخافُ الفشلَ والسقوطَ لكن هل جرَّبَ مرةً أنْ يغامرَ مثلَهم؟
استلقى على سريرهِ ونظرَ لسقفِ غرفتِهِ مُتَمعِّناً بالتصميمِ بكلِّ نُقطةٍ وكلٍّ زاويةٍ، يسألُ نفسَهُ مِراراً وتكراراً: “يا تُرا كيفَ فعلَ ذلك؟” من الواضحِ أنهُ لا يعلمُ المغامرةَ التي قادها ذلك المصممُ ليُصممَ شيئاً متقناً كهذا.
نهضَ عن سريرهِ وعادَ لمنظارهِ ينظرُ للناسِ مرةً أخرى، يصنِّفُ القويَّ من الضعيفِ والجريءَ من الخجولِ لا يستطيعُ وضعَ نفسِهِ ضمنَ أيِّ صنفٍ من أولئكَ الناسِ، حينها فكَّرَ بعمقٍ وتوصَّلَ إلى أنهُ مميزٌ عنهم لا يشبهُهم يستطيعُ الوصولَ لأعلى نقطةٍ لقمةِ الجبلِ التي لم يصلَها أحدٌ بعد.
تركَ منظارهُ وخرجَ من غرفتِهِ مبتسماً للحياةِ جاهزاً لمغامرتِهِ الأولى تلك التي يوقنُ أنها ستصنعهُ ليصلَ إلى أعلى ذلك الجبلِ.
Comments
0 comments