مقالات ونصوص متنوعة

اعرف أكثر عن السعادة

● ماهي السعادة؟

السعادة عبارة عن شعور إيجابي ناتج عن إفراز هرمون الدوبامين في الجسم. عملية إفراز هذا الهرمون مرتبطة مع نظام المكافأة و العقاب الدماغي. الدماغ يتواصل مع أعضاء الجسم من خلال طريقتين. واحدة سريعة جداً (السيالة العصبية) و لها تأثير سريع جداً لكن لا يستمر أثره طويلاً و الطريقة الثانية هي من خلال إفراز الهرمونات و التي يكون تأثيرها ذو فعالية أطول لكن تأخذ بعض الوقت لكي تتفعل في الجسم.
بداية سأقوم بسرد ملخص عن بعض الهرمونات ثم نخوض في علاقتها مع المتعة والسعادة.

السيروتونين:

من أهم الهرمونات الدماغية و أقدمها عمراً إذ أن جميع الثدييات تستخدم السيروتونين في التواصل بين العصبونات الدماغية. من مؤثرات السيروتونين هو التحكم في المزاج العام لدى الإنسان. إذا ُطردت من عملك اليوم فإن مستوى السيروتونين سيهبط بشكل كبير في جسمك و قد يؤدي ذلك لدخولك في حالة كآبة و في المقابل إذا ربحت اليوم جائزة بمليون دولار فإن مستوى السيروتونين سيرتفع لديك مما يؤدي لشعورك بالسعادة. أغلب العقاقير لمعالجة مرض الاكتئاب مثل البروزاك هي محفزات لإنتاج هرمون السيروتونين في الجسم.
السيروتونن بشكل عام يتم إفرازه بعد الأعمال الرياضية بكافة أنواعها و ذلك ليساعد الجسم على تخطي شعور الإرهاق الناتج عن الجهد الفيزيائي. أي أن الدماغ يفرزه كنوع من المخدر لتخطي مرحلة ما بعد الجهد الفيزيائي.

إقرأ أيضا:صَديقتي

الدوبامين:

هرمون السعادة، من أهم عناصر نظام المكافأة في الدماغ. الجهاز العصبي يحدد الأفعال الإيجابية عبر إفراز هرمون الدوبامين. الدوبامين يعني “كرر هذا الفعل لأنه يعجبني” هذا الإفراز يربط الدوبامين مع الأفعال التي يعتبرها الدماغ إيجابية و هو من أساسيات الإدمان. مثلاً مادة النيكوتين الموجودة في السجائر تحرض إفراز الدوبامين في الدماغ لذلك يدمن المدخن على النيكوتين. المخدرات بأنواعها هي مواد محفزة لإفراز الدوبامين بنسب متفاوتة.
إفراز الدوبامين ليس دائماً مرتبط بالمكافأة الآنيّة و إنما من الممكن أن يتمّ إفرازه لأعمال سنجني نتائجها الإجابية لاحقاً.

إبينيفرين أو الأدرنالين:

هذا الهرمون شهير بأنه يسرّع عدد نبضات القلب و هو عادة يفرز في حالات الخطر لكي يساعد الجسم في نقل السكر لجميع الخلايا بشكل سريع للتعامل مع الخطر.

أوكسيتوسين:

هذا الهرمون له وظيفة مهمة من الناحية الإجتماعية إذ أنه يؤثر عبر زيادة الشعور بالحب والثقة و التعاطف مع الآخرين و يقلل الشعور بالخوف و يقوي علاقات الترابط بين الأفراد. الأم في مرحلة الإرضاع تفرز الكثير من الأوكسيتوسين مما يربط عملية الإرضاع بالحب و الترابط بين الأم و طفلها. هذا الهرمون له أهمية كبيرة عند الحديث عن الأديان بسبب موضوع الثقة و التعاطف و الترابط الاجتماعي. أي نظام فكري يستغل هذا الهرمون هو نظام رابح.

إقرأ أيضا:مقال بقلم تالا علي أصرف(نص نثري)

الاندورفين أو المورفين:

هذا الهرمون مسؤول عن تخفيف الشعور بالألم. يفرز أثناء التمارين الرياضية. مثلاً إن وضعنا رياضي عداء على جهاز المشي و ربطنا دماغه مع جهاز ماسح سنجد أن حساسات افراز الاندروفين تعمل بنشاط بعد العدو و ذلك نتيجة الجهد الفيزيائي. في الكثير من الحالات تسمى هذه الحالة “The runner’s high” . الفائدة من إفراز هذا الهرمون بعد الجهد الفيزيائي هو تقليل الألم الناتج عن الجهد الفيزيائي، لهذا السبب الكثير من الرياضيين لا يشعرون بالآلم إلا بعد انتهاء المباراة. أغلب الرياضيين مدمنين على الاندروفين و لهذا يستمرون بالذهاب إلى النادي الرياضي و ممارسة الرياضة المفضلة لديهم بشكل مستمر.

المكافأة:

سابقاً كان على أجدادنا العمل طوال اليوم في سبيل أن يحصلوا على وجبتهم اليومية، لكن في حال وجد أحدهم مصدراً غذائياً ذات سعرات حرارية عالية (العسل مثلاً) فهذا يعني أنه لن يحتاج أن يعمل طوال الوقت لتأمين حاجته الغذائية في ذاك اليوم. تأمين الحاجة الغذائية دون الحاجة للعمل طوال اليوم هو أمر محبذ جداً و يعزز فرص صاحبه على البقاء. لهذا نجد أن الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية لها طعم لذيذ و الأطعمة المضرة (سمية) لها طعم غير جيد.
في حالة المأكولات اللذيذة يقوم الدماغ بربطها مع شعور إيجابي مفاده (هذا العمل جيد كرره). عملية الربط هذه تحدث عن طريق إفراز توقيع هرموني مرتبط مع الفعل. كلما وجد أجدادنا العسل مثلاً يتذكرون أنه لذيذ و طعمه طيب ليس لأن مركب السكر له طعم سحري و إنما لأن مركب السكر يقدم الطاقة للجسم بشكل فعال و لأن الدماغ ربط هذا الفعل الإجابي عن طريق إفراز هرموني إيجابي (دوبامين).
هذا يعني أن الأفعال التي تحقق فائدة سريعة للجسم إن كانت على شكل جرعة من الطاقة أو نشوة جنسية فإن الجهاز العصبي يكافئ نفسه من خلال افراز هرمون الدوبامين.

إقرأ أيضا:ولا يئوده حفظهما وهو العلي العظيم/ تأملات قرآنيّة

العقاب:

في المقابل وكما أن الجهاز العصبي يكافئنا على الأعمال الجيدة يقوم بمعاقبتنا على الأعمال المضرة (حسب تقديره).
مثلاً، إذا قمنا بعمل غير مفيد لبقائنا مثل إلتهام أطعمة سمّية أو فاسدة يقوم الدماغ بمعاقبتنا و ربط هذا الفعل مع توقيع هرموني و إجراء سلبي (ألم) لكي لا نكرره مرة أخرى.
عندما تأكل مأكولات سامة يقوم الدماغ عن طريق حاسة الذوق و الشم باستشعار المواد السامة و إطلاق سيالة عصبية مفادها أنك تلتهم مادة غير مقبولة للجسم. أيضاً يقوم الجهاز العصبي بأخذ مقود القيادة و يتخذ إجراءات احترازية في إجبار الجهاز الهضمي على إخراج ما تم التهامه عن طريق فعل لا إرادي نسمية “التقيؤ”. توجد إجراءات أخرى يقوم بها الدماغ مثل إفراز الأدرنالين و ذلك نتيجة اعتقاده أنك تتعرض للخطر .

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
اعرف أكثر عن فروقات التفكير بين الرجل والمرأة
التالي
سكون، بقلم: هدية الله سامر حمر

اترك تعليقاً