خاطرة

رصاصة طائشة، بقلم: هدية الله سامر حَمَر

جئتُ لأقطعَ رأس الحقيقة أنا الذي وضعني الوهم على رصيفه متوشحاً بتلك العباءة السوداء التي فاض حجمها حجمي مرتين، كنتُ بعمر البراعم المتراصة في بقعةٍ صحراوية تخشى أن تبتلعها تربتها تعطشاً لموسمٍ مخضر جديد
في كلّ يوم أستجمعُ رصاصاً ضائعاً ضحاياه لأبيعه لقتل ضحيةٍ جديدة، كنتُ عبداً للموت مجازاً وصبياً يتاجرُ بحياته من قبل تاجرٍ كبيرٍ للأسلحة حقيقةً
تبدأ مهمتي بعد انتهاء المعركة بعد تعتق رائحة الدماء في أنفاسي فأحسبني أتنفسُ من حيث يموتُ أحدٌ ما
تتوسدُ الجثث مرآي فأفتشُ في جيوب الأرض عن غنيمةٍ ما لتضافَ كمكافئةٍ لي على تعلمي السرقة سرقة النظرات واللمسات والجوارح
أعودُ محملاً بملامحٍ كثيرة ومشهد العيون المفتوحة على التمثيل بها قابعٌ في رأسي، تتباطأ خطواتي يثقلُ قلبي بأطنانٍ من الآثام التي لا حيلة لي في تخطيها
أفتحُ باب المتجر الضخم بيدي الملطختين فلا استجماع للبصمات هنا ولا تتبع للقاتل في مكان قتل الضحية، أجرّ كيساً من الخيش لأقدمه محتفلاً بغنائمي أنا الطفلُ ذو الاثني عشر عاماً أنا هو المُتاجَر بطفولتي إثر مقتل والدي برصاصةٍ طائشة تسقطني مُتاجِراً بأعضائه لأعيش.

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
أَغارُ عَليَكْ
التالي
عمل حساب جيميل

اترك تعليقاً