خاطرة

” عمّ سأخبرك؟ ” بقلم سدرة بدوي العوير

أودّ لو أملك أقلام العالم لتكفي كلماتي، و كي لا ينقطع حبرها و يخذلني كما خذلتني..
افتح يديك، و استعن بذاكرتك أيضاً، فأصابعك العشر لن تكفِ ما سأقوم بإخبارك به..
فلتسكب ماءً مثلجًا على جسدك الميّت، حتّى لا تتأثّر كثيرًا بوقع كلماتي، رغم معرفتي التّامة باستئصالك لمشاعرك، إلاّ أنّني أحذّرك كما اعتدت دومًا..
على سيرة التّحذير، أتذكر عندما جزعت عليك من لسعة الشّاي السّاخن؟، ولعنتها حينها ولعنت الماء السّاخن، لكن ما ذنبه إن كنت أنت من تستهتر دومًا، حتّى استهرت بي..
نعود إلى حديثنا مجدّدًا، ماذا أخبرك يا غائبي؟
هل أعاتبك على اصطحابك ألوان الحياة في حقيبتك؟ أم أوبّخك على إطفاء أضواء السّماء في عينيّ؟..
كيف استطعت أن تكون لصًّا حتى سرقت سعادتي؟وهل كنت بخيلًا عليَّ بقطرة سعادة على قلبي..؟
لا تقبض قلبك، لم أخبرك حتّى الآن شيئًا..
كيف لأيام غياب جعلت من عينيّ بئر مياه متجدّد لا ينضب؟ وكيف لذكرى بسيطة تحملها نسمات الهواء تجعلني طفلة صغيرة متكوّرة على نفسها تقوم يديها بمواساة عينيها و تعانقهما..؟
عتبي الأكبر على قلبك الّذي لم يخشَ عليّ عندما قرّرت الفراق، و هو يعلم بأنّه كان يحتضر في ساعات غيابك، فكيف بالغياب الأبديّ؟..
أأخبرك بأن اسمك غدا عندي مقترنًا بالخوف؟ و كلّما ذكر أحدهم اسمك وضعت يدي على قلبي الّذي بكى و ساعدته عينيّ في دموعها..
أأخبرك عن اللّيالي الّتي جلست فيها على شرفتي أسرح بالسّماء و أخبر القمر عنك، و أربّت على نفسي بأنّك ربّما تنظر له من شرفة دارك، أو نافذة غرفتك، أو حتّى من مرآتك عندما تنظر لنفسك..
نعم من مرآتك، رغم ما أشعرتني به، كنت قمرًا في سمائي ذات يوم، ولا أعلم كيف تحوّلت لشهب حارقة..
و سأخبرك أخيرًا، أنّ قلبي الّذي كنت تدعوه طيّبًا لقد شويته في حفلة شواء غيابك، فلم يعد إلاّ جمرة ملتهبة تحرق من حولها..
وأنّني كرهت الحبّ،و أصبحت أسخر من كلّ من يدّعي الحبّ، و أكرهك أيضًا، وأنا الّتي كنت أمشي على دروب السّعادة في حبك، دفنتك في مقبرة الحبّ، و إن مررت يومًا سأذكرك و أقرأ عليك آيات الرّحمة، و سأقول بأنّك شبح الشّوق الّذي لا يفارقني..
أتمنّى أن ترتطم كلماتي في جدار قلبك الحديديّ، أتمنّى أن تدمع عينيك الجّافتين، أتمنّى ألاّ تجد امرأة تحبّك يومًا، أتمنّى أن تعيش جحيم الحبّ كما عشته..

إقرأ أيضا:كتاب بعنوان بكماء ستنطق pdf

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
الموضوع عن تتزاحم تلك الذكريات
التالي
بعد أن كنت في صدارة الأوائل بقلم إيلاف مختار

اترك تعليقاً