مقالات ونصوص متنوعة

على قيد الموت،بقلم:رشا ابراهيم القيام

على قيد الموت
من قال أن الموت ليس إلا على راحل كما يتردد على ألسنت ناس بقولِ شعبي”الجبه على الي بدبه” يقصدون به أن الخاسر الوحيد هو ذاك الذي يوضع في حفرة القبر.

ولكن ماذا عن أمه وأبيه ، وأخته وأخيه، وصاحبته وبنيه؟

الأمر مؤلمٌ أكثر مما نتصور، ولكل شخص حرية أن يعايش حزنه على طريقته الخاصة، وطقوسه التي تناسبه.
من الظلم أن نقول أنه لم يحزن على وفاة أبيه،أو أنه قد تمالك نفسه وها هو يعاود الحياة كسابق وبكل قوته، إننا لاندرك كم من الطاقة يستنزف هذا الموقف، وكم من كتم لشعور يتطلب .

لن يعود الأحساس بالفرح كما سابق، ولا يكون مذاق الضحكة كما كان، ولا حتى ذاك الأبتهاج المفرط لحدوث أمر كان يفقد به الأمل .

كل هذا لا يساوي أن ترى بأُم عينك تفاهة الحياة الدنيا وأنها فانية.

ولكننا وصدقًا نحن لا نقوى ولا يشتد صلبُنا إلا بهذا نوع من الحزن ، وهذه الكمية من الصدمات المتتالية.

ولكن الأسواء أن نعتاد أخبار الموت والفقدان، أن يفقد الموت هيبته في أنفسنا، أن نفقد تلك رعشة خشية فقدان أحدهم أو رحيله، أن نتجرد من إنسانيتنا، أن نشاهد مشاهد الدم ونسمع أخبار القتل ودمار ونحن نتناول طعام، أن يجتمع في مكان واحد حفل راقص واهازيج وتشيع جنازة.

إقرأ أيضا:نص بعنوان وراء المنظار للكاتبة آيه اسامة

نحن لا نعترض على حكم الله فالموت قدر، ولابد للحياة ان تستمر، لكن علينا أن ننتبه من أن يجردنا الأستمرار من إنسانيتنا وأن يجرد الموت هيبته.

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
في القاع،بقلم :ميس الريم سامي زريقات
التالي
قصتي في وقتٍ ما،بقلم :عز الدين الداوود

اترك تعليقاً