“اللّؤلؤ المكنون” بقلم بشرى أحمد طقش(نص نثري)

اللّؤلؤ المكنون

إنّها امرأة خمسينيّة،ذات أعين زيتونيّة،تتفتّح بين ثنايا أضلعها الزّهور فتفوح رائحة الرّبيع من وتينها.

تمنح الحب…وتضفي على الحياة ألوانها الزّاهية

تجاهد وتكافح…تداوي وتسامح

بلسمٌ لجروحنا،دعاء لكروبنا و نبضٌ يسري بأوردةِ أجسادنا

عيناها مخبأ أسرارنا،مملوءةٌ بقصصٍ وعبرٍ كثيرة،لتحيك بها حياتها الّتي أدعو اللّه أن تكون طويلة.
صوتها الدّافئ الرّزين يتناغم لأوتار صدرونا فيطرق أبوابه باعثاً معه أملاً جديداً لجوارحنا.
لمسات أناملها النّاعمة وكفّيها الشّائِخين كطفلٍ صغيرٍ يمسك بيدّي والديه المنهكتين من شقاء الدّنيا ومرارة الأيّام.

إنّها زمردٌ يضيء ظلمةِ حجورنا وسراجاً يرافقُ خطوات دروبنا،وعكازٌ يتَّكئ عليه الجميع.
هي أعظم من أن نصفها بسطورٍ أبجديّة،فكلمات الكون ضئيلة أمام وصفها.
إنّها كاللّؤلؤ المكنون لا يتغيّر مها مرّت الفصول.

إنّها أمّي…

Comments

0 comments