فن الكتابة والتعبير

وعود زائفة بقلم:”شذا سالم الكردي”

“وعود زائفة”

في مساء ديسمبر كانت الشوارع قد نزفت مياه الأمطار الغزيرة التي أضافت سحراً على انعكاس أضواء الشوارع، واسقطت الأشجار أوراق الأمنيات على حواف الطريق، مهدت نفسي كجثه وأشتممت رائحة الشتاء وأستنشقت الهواء البارد النقي المختلط برائحة المطر التي أزالت كل الألم المبرح بجوفي، رغم جسدي الراجف والقوة الزائفه بداخلي واللامبالاة المصطنعه، جلست على موقف مليء بالورود وأصوات الموسيقى الهادئه وهواء يتراقص على ألحانها، رأيت شاباً وسيماً يحمل ورداً أحمر ويرتدي قميصاً أزرق هادئ اللون بخطوات راكزه وواثقه نحو فتاة صارخه الجمال ليحتويها بحضنه يرقصون باليه وأوراق الأشجار تتساقط فوقهما وشعرها الطويل الراسخ خلف كتفيه إثر الحضن الطويل الملتصق ، رأيت تلك العينين البراقتين التي كنت أصفن بها بسلام ، رأيته ذاك الخائن الذي تركني لأني لا أمتلك جمال فتاته المتواجده معه ، انظر إليهم وأنا أتساءل متى كان الجمال يهمك ،متى كانت نظراتك نحو فتاة تشبع شهواتك فقط، لا أعلم متى كانت عينيك فارغتان ، لا أعلم متى أصبحت لا ترضى بالقليل ، لا أعلم متى كانت شهواتك عفنه باذخة اللؤم، أين كان قلبك عندما تركت ملامح بريئه تحبك بصدق وفضلت فتاة ذات ملامح خارقه لمقاييس الحُسن؟ هل أصبح الجمال مقياس الحب أم أن الجمال كل ما يتمناه المُحب أم أن جميلة القلب لا تُحب؟….
قلبك كان دائماً يقول لي أن الجمال لا يعنيك ليقنعني بحبه المزيف ،والان تركتني لأجل فتاة جميله تسميها بالمحبوبه ، أنسيت وعدنا حينما جلسنا على الطرقات ونتبادل الحديث مع القهوه تحت المطر بنفس هذهِ الأجواء أم أعجبك الجلوس مع فتاة جميله في مكان فاخر باهظ الثمن؟

إقرأ أيضا:كان مثلٌ لهم بقلم:” رواسي إعشيبه”

آخر فتره كنت تخبرني إنك تريد الفراق والبعد لأن علاقتنا محرمه وخارج شرع الله والآن تواعد غيري أيها الساذج الرخيص ذو القلب الفارغ اللعين المزيف المصطنع الحُب يا بائع الهوا خائن العهد ، كنت أنا الطرف الذي حافظ على العهد مع ماكر خائن أناني لا يفكر الا بنفسه يركض خلف الجمال ليشبع شهواته في كل فتره يركض نحو الجمال رغم قباحة مظهره…

أتظنني نسيت هذا اللقاء أعدك أنني سألقاك بموعد آخر يجعلك تندم أعدك سألقاك بجمال يفوق فتاتك المحبوبه لأنتقم سأراك بملامح تجعلك تتمنى عودتك لكن أتعلم ماذا سأفعل، سأنظر إلى شأنك وكأنك خادم يرتجى حقه سألقاك وانتقم أعدك…

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
الجنون بعينه بقلم:”شذا سالم الكردي”
التالي
أجمل الخلقِ بقلم:” آيات مصطفى الفوراني”

اترك تعليقاً