مقالات ونصوص متنوعة

الجنون بعينه بقلم:”شذا سالم الكردي”

شذا سالم الكردي
الاردن
نص نثري
#الجنون بعينه⁦❤️⁩⁦?️⁩

في ليلة كان المطر يجلد جسد محبوبتي الرقيقة، أراها ترجف بصمت، شفتاها ازرورقت، بدنها يهتز برداً،صغيرتي المدلله أحدق بتفاصيل جمالها العظيم الذي قد يغلب الأوصاف أحياناً، شعرها منثور يتطاير مع الهواء الطلق، استنشق الهواء بقوة اشتم عطرها الناعم الرقيق ،اراها جمالاً يعج بالغرور ، عنين خضراوتين تشبه عيون الحور، وشفاة مرسومه على يد رسام ماهر متمرس، خدود ورديه زاهية الألوان ليس لدي القوة الكافيه لأتحمل رقتها وهي ترتدي فستاناً أحمر وكأنها تعلم أن اللون الاحمر هو خالق دهشتي ، أثارني وهو يلتف حول جسدها الذي كان باذخاً أكثر مما ينبغي لرجل مثلي متعطش لرؤيتها أن يتحمل كل هذه الزركشات ، حتى هبط الفستان على كتفيها إثر هواء شارد بخفوقها ثم انفتح قليلاً عن صدرها لأرى سلسلة تحمل رموز حروفها الساحره المطلسمه على قلبي بجانب شامة عند عضام عنقها، فستانها يلوح لي جنوناً يعلن عن غواية لا يمكن أن تكون لأي انثى بهذا الألق الذي رأيته بها، ثم ضاق من عند خصرها جعل بداخلي فوضه بعثرت عقلي، عطرها الذي يصبح مع تراكمات الأيام عصياً على النسيان أطلق بي صرخة دهشة، عطرها سجين لزجاجة مشفوعة بالورود، عطرها هو الايقاع الذي يمنح أنفاسي هواء يدخل الي رئتي، عطرها الرذاذ الذي يدخل إلى مسام روحي ….

إقرأ أيضا:تعرف على شجرة الأنبيـاء والرُســل

انها الأجساد فقط التي يصيبها العشق ويفتك بها ،وانا اقف أمامها مأخوذاً بها كانت تراودني رغبة احتضانها، اقتربت نصف خطوه حتى نكشف سرّي بحبها وجمحت جنوني بإبتسامة لطيفه،أتت وهي تحتضن كف يداها ، صوت حذائها يصنع ألحان الغرام بيننا، تمشي تتمختر بهدوء واثق يشعل رغبتي وجنوني، اراقبها بشغف لقد كانت لحظة استثنائية، اقبلت عليّ بلحظة عمّرتني بكل تلك السعاده وانا أشعر أن هذه لي ، لي وحدي أنها ليست عقدة التملك ، لا أنها تلك الحاله من التشبث الشديد بحياة لا تحدث إلا عندما يقع واحد منا اسير حب إما أن يقتله بكل برودة عواطف أو يحييه بكل ذلك الاشتعال الذي يجيئ من مسيرة الوصول إلى تلك النقطه المتوهجه….

اقتربت أكثر فأكثر حتى تقاربت المسافات ووضعت يدي بيدها ويدي الأخرى تتسلل إلى شعرها وتتخلله وتمسح جبينها ووجنتيها إلى أن استقرت أناملي على شفتيها وهي تطلق ابتسامه لذيذه لا يمكن لأي امرأه أن تنشرها على وجهها دون الاحتفاء بأنوثتها بشكل مطلق، لقد كانت ترخي العنان وضيم البعد بمزاجها الأنثوي بحيث أصبح كل شي استثنائي له طعم آخر….

السيجاره التي انفث دخانها بتللذذ عميق، عطرها الذي كان يمنحني أجنحة الحريه التحليق ، الموسيقى الهادئه التي كادت أن تتبخر بيننا كغيمة على أهبة المطر، كانت تعبّ روحي نفساً عميقاً من عطرها الاثيري، ومن زخات الموسيقى رحت أعب نفساً عميقاً آخر من ذلك الهواء الذي كان ممتعاً حد الدهشه….

إقرأ أيضا:خاطرة بعنوان بقلم نور علي السريحين

تركت ليدي الحريه بأن تطوق عنقها ، ألصقت بكتفيها لأأخذ بعضاً من حرارة الدفئ، حضنتها حتى أصيب قلبي بدوخان لذيذ ، وبعد حضن طويل أخذ صدرها يعلو ويهبط بأنفاس قويه وضربات نبضها تندب، التصقت بها أكثر لأشعرها بالأمان وضعت يداي تلامس وجهها اخبرها أنني لا يمكنني أن أتنازل عنها كما يفعل الرجل الشرقي عندما تدير امرأة ضهر قلبها له مقابل حبه الجارف ، أخبرها أنني لا اتحمل بعدها عني وقلبي لا يقوى على فراقها….

رأيتها فتاة تسحب حبلاً طويلاً لا ينتهي من جوفي إلى جوفها وضعت بيني وبينها جسراً للعبور في طريق اعوج مغبر عقدت قلبي بها ، لم تكن امرأه تمرّ مروراً عابراً بل أغلقت عليها جفنيّ القلب كحياة ابديه.

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
“فقيد قلبي” بقلم إسراء سعيد جودت السّعيد(نص نثري)
التالي
وعود زائفة بقلم:”شذا سالم الكردي”

اترك تعليقاً