مقالات ونصوص متنوعة

قضية ميت بقلم:صفاء مصطفى البطوش *خاطرة*

تشوش رأسي يا أحلام، هزني خبر وفاتكِ، حقاً أنني لم أعرفك إلا من شريط الأخبار، الشريط الذي حمل خبر موتك،الخبر الذي صدع رأسي و مزق خلايا قلبي.
أخبريني يا أحلام، هل رأيتي اسراء؟ هل شعرت بالراحة الآن؟ كيف أصبح وضع رأسك، هل تحسن؟ ما حال قلبك ووجع عنقك؟
أخبريني هل أنتِ من أحضر الشاي؟ ووضعتي بدل الماء دموع أهدابك ووجع قلبك وتألمك وقهر سنينك؟
لا أقول أن من قتلك هو والدك وسندك وعزوتك، إنه عدوك، عدوك الذي لا يرحم، ليس لديه قلب بجهته اليسرى كباقي الناس، إنما له حجر قاسي شديد السواد، لا يوجد فيه ذره حب وأمان كباقي الآباء، فوا أسفااه وألف أسفاه على أعداد لفظك لكلمة أبي طيلة حياتك .

قضيتك أنتي واسراء وباقي الفتيات لا تنتهي، كانت اسراء بالأمس وأنتي اليوم وغدا اسم آخر، حقا إنها قضية واحدة لكن تختلف بالاسماء، لا تنتهي؛ لانها قضية مستمرة، لان لا يوجد عدل بالحياة، حقوق المرأة بالاسلام لا تطبق بالشكل الصحيح.

احلام أخبريني كل شيء تريدي البوح به ولم تستطيعي، أنني أجيد الاصغاء وأستطيع تحمل ذرة من حزنك لا تقلقي، لدي القدرة على مواساة ألمك، فقط تكلمي، هل لديك القدره على الوثوق بي؟
إنك لمست يدي بقوة يا أحلام فهذا دليل على الوثوق بي هيا تكلمي..

إقرأ أيضا:نص نثري بعنوان سيمفونياتٌ مؤصدة بقلم فرح إبراهيم العمرو

ماذا اقول لك يا عزيزتي؟ إنني لم اعش حياة كبقية الفتيات، لم تكبر معي ضحكتي ولا أحلامي ولا ألعابي، لم يكبر معي سوى خوفي وخوفي من خوفي فقط، أم أقول لك لا يوجد اصعب من أن يبكي الشخص على أحلامه؟ أحلامه التي لم تتحقق؛ لانه لن ينجو..
حقا إن الحياة حطمتني، من كثر كمية الآلام لم أعد اشعر بشيء، بتر قلبي وفقدت شعوري، الحياة لم تعتذر مني يوما، كل ما قلته لكِ أو سأقوله هو أن الحياة تراكمت فوقي، أحمل قلبي كعبء، أين أمشي؟ فكل الطرق زجاج، أين نَبكي؟ فكلّ القلوبِ حجارة، أين نذهب؟ فأنا غريبة أينما كُنت.

أحلام لا تذهبي أكملي حديثك،أحلام…أحلام، أحلام أحملي سلامي لاسراء.
أحلام لم تمت الآن، أحلام ماتت منذ زمن قديم

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
عميقٌ أنتَ، بقلم: آية أبو ظاهر”خاطرة”
التالي
أحفاد عائشة أم المؤمنين، بقلم :دعاء علي” قصة قصيرة”

اترك تعليقاً