معركةٌ افتراضيةٌ بأسلحةٍ فِكريّة، تنزِفُ حيرةً لا دما، ترغمك الظروفُ على خوضِها مهما حاولتَ التّفلُّت، و إنْ حاولْتَ حلّها بطريقةٍ سلميّة؛ ستدخل في حيرة إنْ كانَتْ في داخلك أَمْ أنّك أنتَ في داخلها.
إنّها معركةُ العقل و القلب..
أشدُّ الخلافات جَدَلا وألَما خلافُ العقل مع القلب؛ حيثُ يرفض العقلُ الرضوخ و يأْبَى القلبُ التنازل. و عندما لا تكونَ هناكَ فرصةٌ لأيّ حلّ وسط؛ عليكَ وقْتَها أنْ تكونَ الحكم و المنتصر و الخاسر، حكما بينَ منطقٍ و رغبة، بينَ واقعٍ و شعور. فإنْ انتصرتَ بعقلك خسرتَ بقلبك، وإنْ انتصرتَ بقلبك خسرتَ بعقلك. حينَها لا تبحث عن انتصارٍ يُعطي سعادةً أكبر، بَلْ ابحث عن هزيمةٍ تُعطي ألماً أقل.
أمّا إنْ كنتَ تمتلك قلبا عنيدا، صبورا، و واثقا؛ حتى وإنْ انتهت السُبل، وانقطعت الطُرق، سيبقى قلبُ الأملُ ينبض مُعلِناً تمرّده على المنطق.
Comments
0 comments