مقالات ونصوص متنوعة

تسجيل مرئي بقلم:نُـورا عبـد الحكـيم نصـر

حبيبي.. مرحبًا حبيبي!

جالسة أمام كاميرا الفيديو، بفستاني اللازوردي الذي تعشق، شعري الأشقر الحريري، شفتاي الكرزيتان، ودقات قلبي المتعالية كأنها موسيقى بوب!

حسنًا، لنبدأ :

حبيبي، مرحبًا حبيبي .. أعلم أنك حزينًا بعض الشيء، لربما لأنني سافرت في هذا الوقت من السنة، أنت تحب هذا الجو برفقتي، زخات الودق عند ملامستها أجسادنا المتلاصقة، قُبلاتنا التي تعاند البرد القارس، والأحضان التي تدفق شرارًا .

أنـا أحبك، وهذا كل ما لدي، كل ما أملك، كل ما أعرف ..

أحبك فقط أحبك .. فـلا تبالي بعد اليوم، لأنني أصبحت أمقت السفر منذ الحين، لأنكَ بلادي، والبعد عنك غربة واجفة.

أعلم أنني مضطربة بعد الشيء، وكل ثرثرتي لا تحمل معنى، فكل المعاني السامية تتلخص عندك، فيك وبك.

الجو هنا شديد الصقيع، أمي تُعد لي شراب الكاكاو الساخن عند كل مساء، ولكنه لا يعادل شيئًا من دفئك. كعادتي أتونس ليلًا بفيروز، “ليالي الشمال الحزينة”، أبصم لك أن فيروز كانت قد غنت هذه الأغنية تحديدًا لنا، فهي تعلم أنني تركت شرق البلاد وأتيت للشمال لكي أزور عائلتي، تعلم فيروز لكم هذه الليالي في غيابك حزينة .. حزينة بنهم بعنفوان بترف، تمامًا مثلي الأن..

تشرين/1988 ، شمال لبنان ..

إقرأ أيضا:أسباب الإمساك عند الاطفال

Leave your vote

Comments

0 comments

السابق
أسطورةٌ ماكِرة، بقلم: دانية راعي “خاطرة”
التالي
قبرُ الأمنيات، بقلم: سندس حماد”خاطرة”

اترك تعليقاً