أجمل ما قيل في الصداقة

ذات مساء كنت اتململ من الحديثِ مع أي شخص فذاك كان وقت خلوتي مع أفكاري،
وفي نفسي ارتبها وابعثرها ولا أجيد سوا الململةَ من أي انشغال ولو كان بحجم ذره!
وعلى حين غرةٍ من غفلتي نبهتني رسالةٍ ما!
أمسكت هاتفي ل أرى من ذا الذي سعى لمقاطعتي ونفسي!عندما تمعنتها وجدتها نصٌ بسيط فيه غمرة دفئٍ وبهجه،
أصابني ببعض غرورٍ ربما وأحسست بنرجسيةٍ!
وبمختصر الحديث اسعدني كثيراً،
وبرغم أنني ما التقيت صاحبته!
ولا اجتمعنا بمظلةِ حديثٍ واحد، ولا حتى لقاءٍ بصدّفة على حين استعجال منا!
وبرغم ذلك احسستها قريبةً مني مألوفةً لي،
وجدتُ معها رونق احاديثي تلك التي اتسامر فيها مع صحبي وجدتها نقيةً جداً ، وكأنها غُصنِ ريحانًٍ فواح كلما طالت دقائقنا سوياً هبَّ عبيرهُ وملأ الأرجاء من حولي
الفتها ورحبتُ بها، فوجدتها زحزحت لها مكاناً في داخلي،
مثل ضيفٍ حلّ على أهلٍ كرام فزحزحوا له في صدر مجلسهم المشرع مكاناً فتوسطهُ مختالاً ومسروراً .
تحس حين تحادثها وكأنها طفلةٌ شقيه مهما كانت مبادراتها مزعجةٌ إلا أنها عفويةٌ نقيه، وليس يزعجك صخبها ولا حتى ثرثراتها فهي من زمرةِ الطيبين أولئك الذين يسيرون على الأرض بخفّه ، الذين يطرقون القلوب ويستحلونها دون استئذان ،
أولئك الذين يمطرون الحياة برهام كلامهم العذب فتتورد بساتينها وتُخضَر أغصانها،
أولئك الذين يسقوننا بعذوبتهم حلو الصفات،
هم وحدهم من يستحق أن يراود الأفكار الخيره هم اصلها واصحابها،
هم من يجعلونك توقِن بعد الظن أن ليس كمثلهم أيُ بشر، أولئك معنىً لكلِ شيءٍ حقيقي.

Comments

0 comments